| ورقة بحثية حذرت من كارثة إعصار دانيال.. ما علاقة المناضل عمر المختار؟

كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ عقود بمدينة درنة بدولة ليبيا بعد أن دمرها إعصار دانيال، مٌخلفا ورائه آلاف القتلى والمصابين والمٌحاصرين والمفقودين، لتكشف صحيفة «Irish Examiner» الأيرلندية عن ورقة بحثية جرى تداول على نطاق واسع خلال هذا الأسبوع منسوبة إلى عبد الونيس عاشور من جامعة عمر المختار الليبية على اسم المناضل الليبي الذي يحل اليوم ذكرى إعدامه على يد الاحتلال الإيطالي، نشر فيها تحذيرا من الفيضانات المتكررة التي سينتج عنها دمار للسدود المبنية في الوادي، وهو مجرى نهر جاف عادة، فوق مدينة درنة التي تُعد موطنا لأكثر من 90 ألف شخص، ليقترن اسم البطل الليبي والخالد وقوة العلم للتصدي للمخاطر التي تتعرض لها البلاد أسوة بما قام به البطل المناضل ضد الاستعمار.

جثث ملقاة بالشوارع وأخرى يتم إلقاؤها بالبحر

وتضمنت الورقة للباحث الليبي تحذيراً فحواه أنه إذا حدث فيضان كبير ستكون النتيجة كارثية على أهالي وادي ومدينة درنة، داعيا إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان الصيانة الدورية للسدود، وهو ما تحقق خلال الكارثة التي لحقت بسكان المدينة هذا الأسبوع بعد تعرضها لإعصار هو الأقوى خلال عقود تسبب في العديد من الوفيات من أبناء المدينة الليبية، فبينما يصف عمال الإغاثة والناجين الجثث الملقاة في الشوارع التي يتم إلقاؤها باستمرار عن طريق البحر، لا يزال عدد القتلى بالآلاف في ارتفاع، وهو ما يشير إلى أن المخاطر التي واجهتها مدينة درنة كان قد تم تحديدها مسبقا، وفقا للصحيفة اليومية الأيرلندية.

 

أكثر من 5000 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب إعصار دانيال

لا زالت الصورة غير واضحة حتى الآن عن أسباب الكارثة التي لحقت بمدينة درنة الليبية نتيجة إعصار دانيال، عما إذا كانت البنية التحتية المٌتهالكة هي السبب أو قرارات السلطات أم الاثنين معًا، وفقا لما ذكرته صحيفة «Irish Examiner» الأيرلندية، مشيرة إلى ارتفاع أعداد القتلى إلى أكثر من 5000 ألف شخص، إضافة إلى آلاف آخرين في عداد المفقودين، وهو ما يٌشير إلى استمرار الجهود الإنسانية وحالة الذعر والترقب لفترة من الوقت، خاصة وأن المدينة لا زالت حتى الآن تضج بالقتلى من الرجال والنساء والأطفال بكل مكان، بحسب ما أكدت صحيفة «Irish Examiner» الأيرلندية.

جامعة عمر المختار

جامعة عمر المختار التي تعرف باسم «الجامعة البيضاء» بدأت عند نشأتها كزاوية تعليمية عام 1840 م لتعليم علوم الدين، وتوقفت عند دخول الاحتلال الإيطالي لانشغال المدينة بالحرب ضد الاحتلال، لتعود للعمل مرة أخرى عام 1951 مستعينة بقراء من الأزهر الشريف، ثم تطورت وأصبحت معهدا دينيا متوسطا لتعليم الفقه والقراءات ثم تحولت إلى جامعة محمد بن علي السنوسي عام 1961 أو ما يعرف «جامعة البيضاء الإسلامية»، وبدأت تستقبل الطلاب من الذكور من جميع أنحاء ليبيا، ومن عدة بلدان كمالطا وقبرص ومصر وماليزيا وإندونيسيا والسودان وتشاد وغيرها، وأصبحت الجامعة تعرف الآن باسم عمر المختار، تخليدا للزعيم الراحل الليبي عمر المختار، بعد أن أصبحت جامعة عامة في عام 1969.

المحارب عمر المختار

وتحل اليوم ذكرى المحارب عمر المختار الذي قاوم الإيطاليين منذ كان عمره 53 عاما لأكثر من عشرين عاما في عدد كبير من المعارك، إلى أن قبض عليه من قبل جنود الاحتلال، وأُجريت له محاكمة صُورية انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقا فنفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان مريضا وبلغ من العمر 73 عاما، وعانى من الحمى وكان الهدف من إعدام عمر المختار إضعاف الروح المعنوية للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسية، فقد ارتفعت حدة الثورات، وانتهى الأمر بأن طردت القوات الإيطالية واستقلال ليبيا من المحتل.