لقطة إنسانية تخطف الأنظار بمجرد النظر إليها من الوهلة الأولى، حرص خلالها صاحب الـ14 عامًا ابن محافظة أسيوط على مشاركة والده الكفيف تفاصيل المباراة عبر الهاتف، ليكن معه عبر أثير المحمول أثناء تواجده بملعب كابيتانو مصر، لحضور التصفيات النهائية المقامة في محافظة القاهرة والتي لم يتمكن والده من الذهاب معه لانشغاله بعمله ولبعد المسافة، إلا إنه كان حاضرًا بقلبه ليشجعه ويدفعه إلى الأمام.
«بيشوف بقلبه مش بعينه» لاعب كابيتانو مصر يروى المباراة لوالده الكفيف عبر الهاتف
رغب حمدي محمد حمدي صاحب الـ14 عامًا، ابن مركز أبنوب محافظة أسيوط، أن يشارك والده جميع التفاصيل الخاصة بالمباراة، فلم يكن سهلا على والده القدوم إلى القاهرة لمساندة نجله، إلا أن ذلك لم يمنعه من البقاء بجانبه ويسانده خلف الستار، الأمر الذي دفع حمدي إلى اصطحاب الهاتف المحمول معه، ليختلس بعض الوقت أثناء التدريب ليروي كواليس ما حدث إلى والده، وفي حالة عدم استطاعته يؤلي هذه المهمة إلى أحد أصدقائه «أنا متعود في كل الاختبارات أني أكلم والدي علشان أحكيله اللي حصل، وقتها الكابتن أحمد الكاس لاحظ أني بتكلم في التليفون، فقالي إيه السبب حكيتله أن والدي كفيف وماكنش ينفع يجي، فكان لازم أخليه يشوف كل اللي موجود علشان هو بيشوفني بقلبه مش بعينه، وبعدها لقيت الفيديو بتاعي ده انتشر وماكنتش متوقع أن ده كله يحصل ووالدي كان فخور بيا وعلى طول بيشجعني» بحسب حديثه لـ«».
يعد «حمدي» هو الشقيق الأوسط بين إخوته، عشق لعب كرة القدم منذ الصغر، إلا إنه لم ينتمِ إلى أي نادٍ من قبل، لتكن هذه هي المشاركة الأولى له، ضمن فعاليات مسابقة كابيتانو مصر التي بدأ بالاشتراك بها، في النصف الأول من شهر يوليو التي أقيمت في سوهاج «رحت اختبارات سوهاج كان في نص شهر 7، والحمد لله عديت من الاختبارات والاختبار الأخير كان في القاهرة، ووالدي بيعمل إمام وخطيب ومدرس، وكان وقت موعد المباراة عندى خطبة ومشغول جدًا بس قالي رن قولي كل التفاصيل وكان بيدعيلي على طول».
ومن جانبه، أشار محمد حمدي، والد صاحب الـ14 عامًا، إلى أنه عانى من فقد البصر منذ عام 95 إلا إن ذلك لم يمنعه من الوقوف بجوار ابنه ومساندته له في كافة المراحل الرياضية المختلفة، ليكن سندًا وخير معين له، فهو حريص على الذهاب معه في أي مباراة لدعمه وتشجيعه، لأن نجله عاشق لكرة القدم منذ عمر الرابعة «حمدي بيحب يلعب كرة قدم من زمان، ودايمًا واقف في ظهره وبشجعه على أنه يكمل في اللعب، أي حد عاوز يشوف ابنه أحسن حد في الدنيا، علشان كده كنت دايمًا معاه في المباريات اللي هنا، لكن يوم القاهرة كان صعب أني اروح علشان المسافة وشغلي لكن كنت معاه على التليفون ودايما بدعيله بالتوفيق هو وكل زملائه».