فحص جيني أجرته فتاة مصرية تُدعى تريفينا باسيلي وتقيم في أستراليا قبل أربعة أشهر لمعرفة أصل سلالتها بواسطة إحدى الشركات المتخصصة، لتكتشف أنّها تنتمي جينيًا ووراثيًا للحوض المصري الفرعوني القديم من العصر الصاوي بالصدفة بالأدوات البحثية، وتتشابه بنسبة تطابق كبيرة مع المصريين القدماء دون أي أصول أخرى، كما تبين أنّها امتداد مباشر لمومياوات العصر الصاوي، لتتوالى النتائج التي ما زالت تؤكد نفس الاستنتاجات التي طالما ذكرها الاختصاصيون والعلميون بخصوص استمرارية جينات المصريين مع أجدادهم.
3 مواطنين يكشفون عن أصولهم الجينية
محمد عبد الهادي الباحث في علوم التاريخ وأصول الشعوب والجينات، وصاحب مبادرة Egy Origins للتعريف بأصول المصريين، يروي لـ«» قصة 3 مواطنين من الصعيد أجروا فحوصات مماثلة كشفت نتائج مماثلة أيضًا لـ«تريفينا»، أحدهم شاب مصري يُدعى محمد همام من مركز طما بسوهاج ويعيش خارج مصر بالولايات المتحدة أراد استكشاف أصوله، لتُظهر النتيجة أنّه على سلالة أبوية معروفة علميًا باسم Y-Chromosome وهو الخط الآبائي Y-DNA الذي يتتبع ذرية العصب والأصل من ناحية خط الأجداد.
وأضاف الباحث في أصول الشعوب والجينات أنّ المواطن محمد همام من أسرة عطا الله همام بمركز طما في سوهاج، خرج على سلالة منتشرة ومعروفة ضمن الفحوصات المصرية الحالية والقديمة اسمها E-M78، وهو فرع مكتشف بعدة مومياوات أشهرها الملك رمسيس الثالث، إذ تذكر الدراسات نشأته بشمال أفريقيا، وخصوصًا مصر بالعصر الحجري، ويُشكل شريحة مهمة من الأصول المصرية والمومياوات الملكية، كما ذكرت نتيجة فحصه أيضًا التقاءه بالأجداد بشكل صريح مع إحدى المومياوات بعمر يصل إلى 6600 ق.م في واقع علمي مبهر.
نسبة الأصول المصرية تقارب الـ70%
أما المواطن الثاني، يقول «عبدالهادي» إنّه يُدعى ماجد الأبيض من أسرة عريقة قاهرية ترجع جذورها لسوهاج المركز، وهو أيضًا من أبناء الجالية المصرية بالخارج، حيث أجرى بالفحص الجيني ليكتشف أصولا مصرية بنسبة تقارب 70% مع أصول من جزيرة العرب تناهز 12%، ثم القارة الأفريقية السمراء بنسبة 10%، وهي نسب هامشية تعكس احتكاك المصريين مع دول الجوار مع بقاء الأصول المصرية بشكل غالب، وأيضًا ثبات للسلالة الآبائية التي ينتمي لها المواطن ماجد الأبيض.
92% من المومياوات القديمة
أما الفحص الثالث يعود لسيدة مصرية مسيحية تُدعى ماريان نصيف من أهل سوهاج أخميم، أثبتت نتيجة فحصها الجيني اللحمة ية بين أهل مصر ونسيجها الاجتماعي مهما اختلفت الأديان، إذ أجرت الفحص الجيني وهي خارج البلاد كونها من الجالية المصرية المهاجرة وقد ظهرت فيه نسبة تصل لـ92% من المومياوات القديمة بشكل مبهر مرة بعد مرة، حيث تمثل نتيجتها تشابها عاليا كمثل سابقيها مع الحوض الوراثي المصري، وهذه المرة من خلال فحص Autosomal DNA المفيد لمجمل الأصول الوراثية لدى الأجداد عبر الأجيال، ومقارنتهم بهياكل الشعوب القديمة المفحوصة وراثيًا من دراسات الآركيو-جينولوجي التي شكلت طفرة علمية آخر 5 سنوات.
المبادرة تهدف للتعريف بأصول مصر
ويقول الباحث «عبدالهادي» المهتم بالأصول الوراثية المصرية، إنّ هذه المبادرة تهدف للتعريف بأصول أهل مصر وإيضاح الاستمرارية الجينية في ظل وتيرة التشكيكات المتصاعدة على المصريين وأصولهم من عدة جهات وإيضاح الرؤية العلمية الشاملة عن أهل مصر: «لما قابلت دكتور تاريخ خارج مصر وشكك في أصولنا، فكرت في المبادرة دي عشان نتقصى أصول المصريين ومحدش ييجي يطعن فينا».
وتستهدف مبادرة Egy Origins في الأساس المواطنين الذين أجروا فحص DNA، ومقارنتها بالمومياوات لإظهار نتيجة الفحص الجيني التي تندرج من أصول مصرية: «من خلال الفحص ده بنقدر نقول إحنا أهو وجيناتنا أهي واحنا أحفاد أجدادنا وأصولنا كريمة مهما كانت الاختلاطات اللي حصلت علينا».
ويقول «عبدالهادي» إنّ الفحص تم بطريقة عشوائية، مؤكدًا أنّ المبادرة غير فحصية هدفها استعراض نتائج المصريين لإيضاح التاريخ الوراثي والأصول الجينية للمصريين بصورة علمية بعيدًا عن الأجندات المختلفة والروايات المتضاربة التي تهدف للتقليل من حجم مصر: «احنا مبادرة بحثية ولسنا جهة فحص، والمفترض إنّ احنا هنحط الموضوع ده في إطار علمي للدراسات في أقرب فرصة».
وهذه الفحوصات الجينية تتم داخل شركات متخصصة خارج مصر، وتتراوح تكلفة الفحص بين 100 لـ200 دولار، وتكون هذه الشركات معروفة على مستوى عالم الأنساب والأصول بحسب «عبدالهادي».