دراسة علوم الفلسفة والمنطق وعلم النفس والفلسفة تتسم بالصعوبة، كونها تتضمن العديد من الشخصيات التي قامت بأعمال مختلفة، وهو ما يسبب الحيرة والالتباس لدى الطلاب خلال الاستذكار، وهي المشكلة التي شغلت تفكير أسامة بارتي، وجعلته يبحث عن حل لها عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة «الذكاء الاصطناعي» الذي أصبح حديث الساعة مؤخرا ليطرح فكرته على «آيات» مدرسة برياض الأطفال كونها تمتلك خبرة بالنظم الحديثة في التعليم الذي يعتمد على الأنشطة.
الفكرة تحولت لواقع يعيشه الطلاب
وتمكنت آيات سمير من تحويل الفكرة إلى واقع يعيشه الطلاب، بتحويل المناهج الدراسية إلى أفلام أنيميشن باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وقال أسامة بارتي: «الفلسفة وعلم النفس فيهم أسماء كثيرة وده بيخلي الطلاب تتلخبط والمعلومات تدخل في بعض، وجربنا نكتبهم مع بعض لقيتهم لسه بيتلخبطوا، لأن نظام التعليم معتمد اكتر على الفهم مش الحفظ، وده اللي خلاني افكر في تحويل الشخصيات لأفلام كرتونية بنفس شكلها باستخدام الذكاء الاصطناعي، استعنت بآيات ولقيت عندها أفكار كتير وهي ترجمت أفكاري للصورة اللي طلعت بها الفيديوهات».
طلاب الدمج السمعي والبصري أوائل المستفيدين من المبادرة
طلاب الدمج السمعي والبصري كانوا أوائل المستفيدين من مبادرة أسامة بارتي، الذي يعمل معلم أول «أ» فلسفة وعلم نفس واجتماع بمدرسة الحرية للغات التجريبية بمحافظة أسيوط، حيث يتمكن طلاب الدمج البصري من سمع الفلاسفة بأصوات مختلفة تميز كل شخصية، وهو ما ساهم بنسبة كبيرة في قدرتهم على التحصيل، وطلاب الدمج السمعي تمكنوا من مشاهدة الأفلام وقراءة المعلومات بطريقة جاذبة ساعدتهم على تذكر واسترجاع المعلومات، «ده حق ربنا وهو العاطي ولازم اراعيه»، بحسب ما أكد «بارتي» في حديثه لـ «».
محتوى الأفلام جذب الطلاب ومكنهم من تذكر المعلومات
الفكرة نالت استحسان الطلاب، خاصة أنها مكنتهم من تلقي المناهج العلمية بطريقة شيقة وجذابة بعيدة عن الملل، كما أنها جعلتهم أكثر فهما للشخصيات وأعمالها، وهو ما دفع أسامة بارتي ابن الصعيد إلى نشر أكثر من 40 فيديو مختلف لشخصيات من مناهج علم النفس والاجتماع والفلسفة والمنطق: «الطلاب أصلا بتعجبهم الأفلام والمسلسلات وبيعتبروها نوع من الترفية، وهو ده اللي خلاهم يقبلوا على الأفلام الأنيمشن، ورد فعلهم يبقى بالصورة دي ويشيدوا بالفكرة، خصوصًا مع احتفاظنا بنفس شكل الشخصيات المتعارف عليها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبقت الشخصيات في صورتها الكارتونية بتتكلم وبتعرض أعمالها، زي الفارابي وابن خلدون وأرسطو، والطلاب قالوا احنا كده فهمنا أكتر بعيدا عن الدراسة النظرية والطريقة مبتكرة وأول مرة نشوفها».
محتوى ثقافي للجميع
«أنا بحاول طول الوقت أن كل الطلاب تستفيد باختلاف فروقهم الفردية».. هكذا قال أسامة بارتي، وأضاف: «الفيديوهات المقدمة رغم كونها تتضمن محتوى دراسيا، غير أنه يمكن استخدامها على أنها محتوى ثقافي للراغبين في الحصول على المعلومات بعلم النفس والفلسفة والمنطق وعلم الاجتماع، يعني ممكن أي حد يستفيد من الفيديوهات كمعلومة ثقافية، لأنها بتضم فلاسفة اليونان ومفكرين مسلمين وأجانب، وفي ناس بتحب تثقف نفسها، وبنزل تباعا مقتطفات على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي اقبال كبير على مشاهدتها».