استطاعت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار والمعهد الأوروبي للآثار البحرية، اكتشاف معبد للآلهة أفروديت، يعود للقرن الخامس قبل الميلاد، وأيضًا عدد من اللقى الأثرية تخص معبد آمون جريب، وذلك خلال أعمال التنقيب تحت المياه بمدينة تونيس هيراكليون الغارقة في خليج أبي قير بالإسكندرية.
المدينة الموجودة في خليج أبي قير بالإسكندرية، موجودة منذ إنشاء الإسكندر الأكبر لمدينة الإسكندرية عام 332 قبل الميلاد، والفترة البطلمية من حكم الإغريق، التي انتهت عام 30 قبل الميلاد، وحقبة الحكم الروماني، بحسب الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار.
الدكتور مجدي شاكر، تحدث لـ«»، عن تفاصيل عديدة تتعلق بمدينة هيراكليون الغارقة، فسواحل الإسكندرية تضم مدينتين غارقتين منذ العصر البطلمي، تحتويان على الكثير من المباني والقصور والقلاع، واللتين غرقتا نتيجة للعديد من الزلازل الشديدة، والمدينتان هما هيراكليون وكانوبيس، وكانتا مزدهرتان منذ آلاف السنين.
تحديد موقعهما أمر مُستعصي
غرقت المدينتان في مرحلة ما من الزمن، وبحلول القرن الثامن الميلادي، غرقتا لمسافة عدة أمتار تحت قاع البحر الأبيض المتوسط، وكان تحديد موقعهما أمر مستعصي لقرون عديدة.
في عام 1933، استطاع طيار بريطاني أثناء مروره فوق مياه الإسكندرية، ملاحظة مبان غريبة وأشياء موجودة أسفل المياه، حينها أبلغ الأمير عمر طوسون، وكان منصبه وقتها يعادل محافظ الإسكندرية حاليًا، ومن حينها علم الجميع أن هناك سر ما دفين أسفل مياه الإسكندرية، دون تحديد طبيعته.
اكتشاف المدينة على بُعد 6 كيلو من خليج أبو قير
مرت السنوات، وفي عام 2001، استطاعت البعثة المصرية الفرنسية اكتشاف مدينة أثرية هامة في قاع البحر على بُعد 6 كيلو من خليج أبو قير، المدينة تسمى «تونس هيراكليون»، وهو اسم منذ أيام القدماء المصريين.
وعندما بدأ الكشف عنها ومحاولة معرفة السر، تم العثور على موانئ خاصة وقطع أثرية وعثر فيها على أجزاء من باب برونزي وأدوات مائدة وأباريق إغريقية ومطاحن للحبوب وحُلي وأدوات تجميل، والأهم هو العثور على باب من الجرانيت، يُعتقد أنه باب مقبرة كليوباترا.
تماثيل مختلفة ومعابد تحت الماء
كما تم العثور أيضًا على تماثيل مختلفة الأحجام لأبي الهول، وتمثال ضخم لملك بطلمي يرجح أنه لبطليموس الثاني، وتماثيل متنوعة لكل من أبسماتيك الثاني وسيتي الأول ورمسيس الثاني، وبقايا لمعابد تحت الماء.
سبب غرق المدينة
وأكد الخبير الأثري، أنه لهذه اللحظة، غير معروف سبب غرق المدينة، لكن يرجح أنها غرقت نتيجة الزلازل والفيضانات، وفي عام 2013، قررت اليونسكو مع مصر إنشاء أول متحف في العالم يقع تحت سطح المياه، ليتمكن الزوار من مشاهدة الآثار عن طريق الغوص أو من خلال السير داخل أنابيب زجاجية، لكن لم يتم تنفيذ المشروع حتى الآن.