شكل خطاب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس الأول في الجمعية العامة بنيويورك حسب مراقبين محطة جديدة وغير مسبوقة في سياق ليس فقط التعبير عن أزمة لم تعد صامتة ومتدحرجة متجددة بين عمان وحكومة اليمين الإسرائيلي فقط بل أيضا عن وصول هذه الأزمة إلى مستويات غير مسبوقة.
وبرزت في الخطاب الملكي الأردني مستجدات لم تكن مألوفة في تقاليد التعبير الأردني عندما يتعلّق الأمر بالقضية الفلسطينية ومألوف أدبيات الثوابت الأردنية.
ولاحظ دبلوماسي غربي خبير في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أن خطاب ملك الأردن الأخير في نيويورك حفل بتلك الضمانات التي تؤكد على الرعاية الأردنية للقدس وعدم وجود أي استعداد من جهة الأردن لأي تنازل عن الوصاية الهاشمية في الأوقاف الإسلامية والمسيحية.
كما أكد على مضمون جديد يؤشر بوضوح على خطاب يمثل تطلّعات وقضايا واهتمامات المجاميع الشابة والمتحركة في الضفة الغربية لا بل تبنّي مُعاناتهم.ويبدو في السياق وحسب المصادر الدبلوماسية الغربية أن معركة شرسة تجري خلف الكواليس بين آليّات وتقنيات وميكانيزمات الوصاية الهاشمية الأردنية في القدس وبين وزارة الأمن القومي الإسرائيلية وتحديدا وزيرها إيتمار بن غفير الذي يُصر على رعاية وتضليل ومنح تحركات المستوطنين الاستفزازية في الحرم القدسي الشريف شرعية غير مسبوقة.
وأشاد السياسي البارز طاهر المصري بالخطاب الملكي إذاعيا وتحدّث عن رسائل عميقة تضمّنها لقادة العالم.
ويتطوّر موقف أردني حاد في المقابل يؤكد على الثوابت الأردنية في القدس فيما يقول مسؤول بارز في النخبة الأردنية بأن الصراع أو الاشتباك الحالي بين الوصاية والوصي واليمين الإسرائيلي مواجهة حامية الوطيس وقد تؤثر على مجمل اتفاقية وادي عربة.
والكثير من الملفات الساخنة مع الاشارة لإستفزازات يمينية إستيطانية يمكن أن تؤدي إلى تحرّكات أردنية بمعدلات جديدة على صعيد التحشيد والتنسيق مع القوى المرابطة في مدينة القدس ومجتمعها وقياداتها ويطور الأردن تصوّر أزمة أو خطة أزمة في هذا السياق ولديه خلية ازمة تعمل على هذا الموضوع تحديدا.
لكن خطاب نيويورك تضمّن أيضا اشارات مهمة ولافتة في سياق تبني الخطاب المدني والحقوقي الدولي الذي يُندّد بتصرّفات الاحتلال الإسرائيلي ويفسر دبلوماسيون أردنيون استخدام الملك لعبارات محددة في خطاب نيويورك بانه مقدمة لرافعة أو حتى مظلة دبلوماسية ستنشغل في المحافل الدولية لاحقا في مضايقة حكومة اليمين الاسرائيلي عبر الإصرار على تعبيرات تصف ما يجري بانه تمهيد لدولة واحدة عنصرية كما وصفها وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر.
ومن بين تلك العبارات الإشارة إلى الفارق بين حقوق المواطن الإسرائيلي في التعبير عن هُويّته وحرمان المواطن الفلسطيني من ذلك.
والإشارة إلى مفارقة ترفع فيها رايات التطرف علي مدارس اللاجئين الفلسطينيين في كل مكان بدلا من رايات الأمم المتحدة ووكالة أونروا إضافة إلى التطرق لعبارات تتحدث عن حقوق تنقل المواطن الفلسطيني وحقّه في الكرامة وفي تقرير مصيره.
وتلك تعبيرات مدنية الطابع و تتبناها بعض المنظمات الدولية لكن الجديد انها تضمنت في اطار رسالة خاصة جدا في خطاب الملك الاخير في نيويورك، الأمر الذي يُوحي بأن مرحلة تصعيد دبلوماسي أردنية في الطريق تبرر اتهام اسرائيل بالعنصرية وتقديم خدمات إستشارية لكل المجموعات من جهة الأردن النشطة في هذا المجال.
وهو أمر يدفع بطبيعة الحال الإعلام الإسرائيلي اليميني إلى ردود فعل ملموسة وواضحة.
خطاب عبدالله الثاني في نيويورك: دعم مرابطي القدس ومدارس الأونروا و “إسرائيل الدّولة الواحدة العُنصريّة”
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0