| من السمنة لمدرب لياقة.. «محمد» يتغلب على جيناته الوراثية ويتحول لرياضي

«لازم اتغير».. شعار وهدف وضعه محمد صبحي نصب عينيه لينهي معاناته مع السمنة، التي تملّكت منه منذ الصغر لأسبابٍ وراثية، فكانت الرياضة سبيله وساعده نظام غذائي صحي، حتى تمكن في النهاية من فقدان وزنه الزائد، وأصبح مُدرب لياقة بدنية وأخصائي تغذية.

من السمنة إلى اللياقة

يروي محمد صبحي ابن مدينة طنطا، معاناته مع السمنة والتي بدأت تظهر أعراضها في الصف السادس الابتدائي دون سبب واضح، وبمرور الوقت تخطى وزنه 135 كيلوجراماً في المرحلة الثانوية، ما سبب له مشكلات كثيرة في المرحلة الجامعية: «لما دخلت الجامعة لقيت إنّي مش عارف ألبس براحتي زي أصحابي، ومعنديش ثقة في نفسي خالص، وحرفياً لقيت الموضوع مش مناسب، ومن وقتها قررت أتغير».

طرق عدة اتبعها «محمد» صاحب الـ26 عاما والحاصل على بكالوريوس هندسة زراعية جامعة طنطا عام 2021، في بداية رحلته لتحدي السمنة والتخلص من الدهون، فلجأ إلى ممارسة الرياضة، إلا أنه لعدم اعتماده على أساس علمي لم يُفلح في تحقيق ما أراد، لكن بعزيمته وإصراره استعاد قوته وحاول مجدداً.

بالبحث والقراءة بدأ «محمد» رحلته من جديد حتى توصل إلى كلمة السر المتحكمة في وزن الجسم، وهي «السعرات الحرارية» التي يستقبلها الجسم يومياً، ومن بعدها بدأ في ضبط معدلات أكله، واتبع نظاماً غذائياً صحياً، ساعده على فقدان وزنه بشكل صحي وسليم.

وبعد 3 سنوات من التمارين الرياضة والإصرار، فقد «محمد» نحو 60 كيلوجراماً من وزنه ووصل إلى 75 كيلوجراما: «حياتي اتغيرت بالكامل.. بقى عندي ثقة عالية في نفسي، وبلبس اللي عايزه وأروح أي مكان، وعندي الشجاعة إني أتكلم مع أي حد وبقى عندي أصحاب كتير، وكمان بقى ليا مصدر أفرغ فيه أي مشاعر سلبية تجيلي وهو ممارسة الرياضة».

 

ابن محافظة الغربية

لم يكتف «محمد» بفقدان وزنه، بل مارس رياضات مختلفة منها «الكاليستانيكس»، وهي إحدى ألعاب القوى التي تعتمد في الأساس على اللياقة البدنية، كما حصل على دورات تدريبية مختلفة في التدريب واللياقة البدنية والتغذية منحته شهادات معتمدة، ومعها لقبي مُدرب لياقة بدنية، وأخصائي تغذية: «خدت أكتر من شهادة معتمدة، أبزرزها كانت من AUBS، وكمان دراستي في الكلية ساعدتني جدًا في فهم تفاصيل الغذاء لأني مهندس جودة إنتاج أغذية»، مشيرا إلى أنّه درَّب الكثيرين وقادهم إلى تغيير حياتهم وتحقيق قصص نجاح مختلفة.

مشاعر حب وامتنان يكنها الشاب العشريني لأفراد أسرته الذين رغم عدم اقتناعهم بتغييره في بادئ الأمر، لاسيما أنّ السمنة مشكلة وراثية لديهم، فإنّهم سرعان ما تحولوا إلى داعمين له على المستوى المادي والنفسي وساعدوه حتى تمكّن من تحقيق هدفه: «هما أكتر ناس وقفوا جنبي وفرحوا بنجاحي جدًا».