يقدر جيل الثمانينيات والتسعينيات شريط الكاسيت جيدا، فمن خلاله يستمعون إلى كل الصوتيات التي تؤنس يومهم وتضفي عليهم البهجة والسعادة، وكان «سَف الشريط» بالنسبة لهذا الجيل هو بمثابة كابوس محزن، إلا أن هذا «السَف» كان مفتاح الموهبة لشاب من الشرقية.
حينما يتمتع الإنسان بموهبة الرسم، يجد طرقا كثيرة في إظهار لوحاته بصورة جمالية رائعة، لا يقتصر فقط على الأقلام الملونة والورق المقوى، بل يجعل من الأشياء المختلفة لوحات وبورتريهات متنوعة، وهو ما فعله ابن محافظة الشرقية، حينما حوَّل شرائط الكاسيت إلى بورتريهات للفنانين والنجوم، والذي كان أبرزهم اللاعب محمد صلاح.
كيفية استغلال شرائط الكاسيت القديمة
هناك العديد من شرائط الكاسيت القديمة، نظر إليها الشاب هاني جنيدي، الذي عشق الرسم منذ نعومة أظافره، إذ تراوده فكرة استغلالها في شيء مفيد، بدل من التخلص منها، وفي غضون لحظات رُسمت على وجهة ابتسامة كأنه انتصر على أفكاره، ليبدأ التخطيط والاستعداد لرسم بورتريهات من شرائط الكاسيت القديمة.
«كنت عايز أعمل لنفسي حاجة مميزة والرسم بخامات مميزة واللي كان بدايتها الملح والحجارة والضوء وآخرها شرائط الكاسيت القديمة اللي مكنتش حابب أرميها وأستغلها بشكل حلو» هكذا بدأ صاحب الـ27 عامًا، حديثه لـ«»، مشيرًا إلى أنه لاقى صعوبة كبيرة في تنفيذ لوحاته لبعض النجوم المحببين لقلبه، باستخدام شرائط الكاسيت.
النجوم بشرائط الكاسيت
«أحمد مكي وأحمد آدم واللاعب محمد صلاح» هم الشخصيات التي بدأ بهم «جنيدي» في رسم بورتريهات من شرائط الكاسيت، «مش سهل الرسم بشيء محكوم زي الشرائط خاصة أنها بتستجيب للهوا بشكل كبير والرسمة تبوظ من أقل حاجة» على حد تعبيره، موضحًا أن تعلم كثيرًا واستفاد خبرة كبيرة من أنواع الرسم المختلفة وخاماته المميزة.
ما يقرب من 4 ساعات، استغرقها ابن محافظة الشرقية في الانتهاء من رسم بورتريهات النجوم استخدام شرائط الكاسيت، «كل رسمة وتفاصيلها بتحدد الساعات المستغرقة مش كله نفس الوقت» وفق ما رواه «هاني»، مشيرًا إلى أن الرسم يختلف من لوحة لأخرى، منها ما يحتاج إلى تحديد الصورة أولا قبل استخدام الشرائط، ومنها لصق الشرائط باستخدام الغرى.