| بـ4 كراسي وسرعتها 100 كم.. «مصطفى» ينافس الماركات العالمية بسيارة من الخردة

استطاع «مصطفى» بمهارة عالية، أنّ يصنع سيارة مميزة تنافس مثيلاتها في الأسواق بجدارة، إذ تمثّل هدف الشاب الثلاثيني في تصنيع وامتلاك سيارة خاصة به، تتيح له إمكانيات متنوعة تكون بديلًا لـ«الموتوسيكل»، لذا بدأ التفكير في صناعتها بنفسه من خلال تجميع أدوات الخردة وقطع الغيار ليبدأ في تشكيلها للتناسب معه.

مصطفى رشاد ابن مدينة حلوان، بدأ بالتفكير في صناعة سيارة للاستخدام الشخصي قبل نحو عامين، تعتمد بشكل أساسي على إعادة تدوير «تروسيكل قديم»، بالإضافة إلى مخلفات معادن الورش والمخازن، وشرع في تنفيذها مطلع شهر سبتمبر الحالي، إذ يحكي صاحب الـ30 عامًا لـ«»: «كان هدفي أعمل لنفسي عربية صغيرة وتكون بديل للموتوسيكل».

تكلفة السيارة بلغت 40 ألف جنيه

سيارة عرضها 125 سم، مصنوعة بمكونات تتماثل بشكل كبير مع السيارات العادية، جرى تنفيذها في غضون شهر بمجهود فردي، إذ تعمل السيارة بالبنزين، وجرى تعديلها بإضافة موتور وفرامل وغيارات نقل حركة «سرعات» ومارشدير وإشارات وفوانيس إضاءة، بالإضافة إلى تعليق نظام مساعدين لامتصاص صدمات المطبات، بتكلفة بلغت حوالي 40 ألف جنيه: «عامل العربية على مساعدين قدام وورا عشان لو فيه كبار سن ميكونش في أزمة، وده الاختلاف بالنسبة لكل الشباب اللي صنعوا عربيات قبل كده في مصر، إني عامل أول تعليق نظام مساعدين لامتصاص الصدمات».

تصميم السيارة يختلف قليلًا عن شكل السيارات المعروفة، إذ جرى تصميم هيكل السيارة من الحديد والكلادن، ولا تشتمل السيارة على شبابيك زجاجية، بالإضافة إلى ثبات الأبواب التي لم يُجرَ تصميمها كي تُفتح وتُغلق، إذ يعتمد «مصطفى» على السيارة في الانتقال الداخلي وليس للسفر: «أنا عاملها بطريقة مفيهاش تفاصيل كتير، وبالرغم أنّ الأبواب ثابتة لكن إمكانية الركوب مش صعبة، واستخدامها خفيف لأنّها مش معولة للسفر هي استخدام داخلي».

وتبلغ سرعة السيارة حوالي 100 كم/ ساعة، وتبلغ حمولتها 4 أفراد؛ فردين في الكرسيين الأماميين، وآخرين في المقعد الأمامي الذي جرى تصميمه أيضًا لاستيعاب الحمولات: «موتور التروسيكل نفسه اللي عدلت عليه كان 120، لكن سرعته ع العربية مش هتعدي 100 كيلو لأنّ العربية في الأول مينفعش تعدي أكتر من كده، والعربية ممكن تسافر لكن مش هقدر أخد الخطوة دي غير لما أعمل عليها اختبارات».

وخلال الاستخدام الشخصي، لم يُلاحظ «مصطفى» عيوب في صناعة السيارة سوى بعض الإضافات القابلة للتعديل مثل إضافة الزجاج أو التعديل على الأبواب وفتحة السقف: «بالنسبة للاستخدام الشخصي العربية بالنسبة لي مريحة، وكأني عندي موتوسيكل بس بـ4 عجلات مستريح فيه بكرسيين وفيه مكان تخزين ورا لأنّ المكان ورا يشبه للكنبة ويشبه للصندوق».

كانت أبرز الصعوبات التي واجهها الشاب الثلاثيني أنّ الموتور بآلات الجر في «التروسيكل» يختلف عن مقاسات السيارة: «فيه مقاسات اختلف في العربية فـ اضطريت أعمل تعديل في آلات الجر، والموضوع ده كان بالنسبة لي عقبة بس الحمد لله قدرت أوصل لحل فيها».

«مصطفى» يحلم بترخيص السيارة في المرور

إشادات واسعة بشكل وتصميم السيارة تلقاها «مصطفى» من المحيطين به، بالإضافة إلى عروض لشراء السيارة قوبلت بالرفض خاصة وأنّه صممها لاستخدامه الشخصي، ويسعى لتسجيل براءة اختراع الفكرة والتقديم: «أنا خدت رأي استشاريين ومتخصصين، قالو لي إني عملت حاجة بيبقى مشروع تخرج لشباب هندسة ميكانيكا ومبيطلعوش بالنجاح اللي أنا عملته ده، وناوي أسجلها براءة اختراع وهشوف أي جامعة متخصصة يدوني شهادة معتمدة هندسيًا».

وأكثر ما يطمح به الشاب الثلاثيني خلال الوقت الحالي، أن يحصل على ترخيص للسيارة من المرور خاصة وأنّ نوع السيارة لا يزال غير معروفًا بين ماركات السيارات الشهيرة: «أهم حاجة دلوقتي أن نوع العربية ياخد ترخيص من المرورعشان أعرف أتحرك بيها من غير مشاكل وأنا عندي رخصة قيادة للعربية، ولو عرفت أقنن العربية وأسجلها فكريا ممكن أنفذ زيها تاني، لأن اتطلب مني كتير بس مرضتش أعمل لحد ما يكون ليها ترخيص وورق».