مسلسل الحشاشين لـ كريم عبدالعزيز
يواصل الفنان كريم عبدالعزيز تصوير مسلسله «الحشاشين»، المرتقب عرضه في رمضان 2024، إذ أظهرت الصورة التي شاركها كريم الملامح الأولى لشخصيته، إذ ظهر بشخصية «حسن بن الصباح» التاريخية، وهو يرتدي العمامة والملابس التاريخية ويمتطي الحصان، ما جعل الجمهور يتساءل: ما هي فرقة الحشاشين؟ وما طبيعة الشخصية التاريخية التي يقدمها خلال المسلسل؟
من هم جماعة الحشاشين؟
بحسب كتاب «الجماعات الإسلامية المسلحة» من تأليف ستيفن فيرتيجانز، فإن طائفة الحشّاشّين أو الحشّاشّون أو الحشيشية أو الدعوة الجديدة، كما سموا أنفسهم، هي طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله.
واشتهرت هذه الطائفة ما بين القرنين الخامس والسابع الهجريين الموافقين للحادي عشر والثالث عشر الميلاديين، وكانت معاقلها الأساسية في بلاد فارس والشام، بعد أن هاجر إليها بعض الأتباع من إيران.
طائفة الحشّاشّين أسسها الحسن بن صباح، الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزًا لنشر دعوته، وترسيخ أركان دولته، واتخذت دولة الحشّاشّين من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلًا لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في إيران والشام، وهو ما أكسبها عداءً شديدًا مع الخلافتين العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما، كالسلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين، إضافة إلى الصليبيين، إلا أنّ جميع تلك الدول فشلت في استئصالها طوال عشرات السنين من الحروب.
ارتكزت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين على الاغتيالات التي يقوم بها «فدائيون» لا يأبهون الموت في سبيل تحقيق هدفهم، حيث كانوا يُلقون الرعب في قلوب الحكام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال عديد من الشخصيات المهمة في ذلك الوقت، مثل الوزير السلجوقي نظام الملك، والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.
وفي كتاب «موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية» للدكتور عبد المنعم الحفني، تقول إحدى الروايات إنّ الداعية حسن بن الصباح ظل يدعو للمستنصر في فارس وخراسان إلى أن جاءته الأخبار بوفاة المستنصر وتولية المستعلى الابن الأصغر، دون نزار صاحب الحق الشرعي في الإمامة، فرفض الاعتراف بالمستعلى وخطب باسم نزار، وأرسل بعض فدائييه إلى مصر لإحضار نزار أو أحد أبنائه، وحاول في نفس الوقت أن يبسط نفوذ الإسماعيلية النزارية في ديار الإسماعيلية المستعلية في مصر والشام وأرسل إليها الدعاة.
واستفحل أمر النزارية في حلب واستولوا على بانياس وقلاع قدموس ومصياف وقلاع أخرى، ودخلوا في معارك مع السلاجقة والخوارزمية والتتار إلى أن دالت دولتهم على يد «هولاكو» وخربت آلموت بعد 177 سنة.
وقد بدأ حكمهم في سنة 477، وهو العدد الذي يكنى عندهم بلفظ آلموت، وكان عدد ملوكهم ثمانية، تولوا الحكم على التوالي: حسن بن الصباح، وكيا بزركك أميد، ومحمد بن برزكك أميد، الذي اشتهر بلقب «على ذكره السلام»، وحسن بن محمد بزركك أميد، ومحمد بن حسن، وجلال الدين بن محمد بن حسن، وعلاء الدين محمد بن جلال الدين بن محمد بن حسن، وركن الدين خورشاه بن علاء الدين، الذي ختمت به الدولة النزارية.
من هو حسن الصباح؟
ويعتبر حسن الصباح الحشاشين هو مؤسس طائفة الحشاشين المتطرفة، والذي ولد وتوفي في فارس، وتضاربت الأنباء حول تاريخ ولادته، والأرجح أنها كانت سنة 445هـ، كان أبوه علي بن محمد الصبّاح الحميري من علماء الشيعة، رحل من اليمن إلى الكوفة، ومنها إلى قُمْ ثم إلى الريّ، وفيها تلقى الحسن تعليمه.
35 عامًا قضاها الحسن بن الصباح في قلعة آلموت لم يبرحها قط، ولم يخرج من منزله سوى مرتين إلى سطح القصر، إذ انشعل وقته بالتعلم والتعليك وتحصين القلعة، وتوفي فيها تاركاً الزعامة لأحد قادتـه المدعو «بُزرُك أُمّيد»، وصار قبره مزارًا.
وفي كتاب «امع التواريخ للمؤرخ رشيد الدين»، يقول عن الحسن بن صباح: «لقد أمضى بقية الوقت حتى موته في داخل البيت، حيث عاش، وانشغل بقراءة الكتب ووضعِ كلمات الدعوة بالكتابة، وبإدارة أعمال مملكته، وعاش حياة زهد وتقشف وورع»، وقد أعدم ولديه الاثنين لأسباب أخلاقية، فقتل الأول لتورطه في جريمة قتل، وحدث أن اتهم ابنه الثاني محمد بشرب الخمرة فأمر بقتله.