بوجهه الطفولي وابتسامته الصافية، كان علاء ولي الدين يملك أكبر مقومات نجم الكوميديا، الذي يسكن القلب بلا منازع، لذلك استطاع الفنان الراحل الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده وفقا للسجلات الرسمية، في غضون سنوات قليلة أن يتربع على عرش الكوميديا، ويصبح من نجوم الشباك، إذ كانت بدايته الفنية عندما تبناه المخرج الراحل نور الدمرداش، وعمل معه كمساعد مخرج، ثم قدم معه مسلسلًا.
بداية ظهور علاء ولي الدين
بداية ظهور علاء ولي الدين الحقيقية، كانت من خلال مسرحية «مطلوب للتجنيد»، التي رشحه لها المخرج شاكر خضير، ثم قدم «دماء على ستار الكعبة» بالمسرح القومي، ومنها اشترك في تقديم عدة مسرحيات تليفزيونية، وتعد الانطلاقة الفنية من خلال ظهوره في فيلم «أيام الغضب»، لتتوالى الأدوار التي كانت في البداية صغيرة لكنها مؤثرة للغاية، خاصة أنّه لم يعتمد على مقوماته الشكلية للحصول على بطولة الأفلام السينمائية والأعمال المسرحية، لكن على خفة دمه وقدراته كممثل.
آخر لحظات علاء ولي الدين وروايات وفاته
تعود علاء ولي الدين، طيلة حياته أن يقف على أضحية عيد الأضحى بحسب لقاء صحفي سابق، إلا أنّه يوم 11 فبراير عام 2003، أصيب بأزمة نُقل على إثرها إلى أحد مستشفيات مصر الجديدة، ثم فاضت روحه، وقبلها بساعات كان الفنان الراحل، قد استيقظ مبكرًا لأداء صلاة الفجر، وجرى بينه وبين شقيقه معتز حديثًا عن ترتيبات أول أيام العيد، وبعدها أدى صلاة العيد وتناول وجبة الإفطار رفقة صديقه أشرف عبد الباقي ووالدته وشقيقه، وبعد دقائق دخل في غيبوبة عادية.
اللحظات الأخيرة في حياة علاء ولي الدين
بحسب لقاء صحفي سابق، كانت الوصية الأخيرة لعلاء ولي الدين قبل أن يدخل في الغيبوبة: «خلي بالكم من أمي يا جماعة، لأنها سبب الخير اللي أنا فيه بدعواتها لي»، وتضاربت الأقوال بشأن سبب الوفاة، إذ قال بعض المقربين إنّ علاء كان عائدًا لتوّه من رحلة فنية بالبرازيل، وتعرض خلالها لمضاعفات صحية، بدأت آثارها قبل أن تهبط به الطائرة لأرض المطار، في حين لم ينفِ المقربون، إصابته بارتفاع في الضغط، ودللوا على ذلك بأنّه تعرض لنزيف حاد من الأنف وتغير في لون الوجه، بسبب الاحتقان الشديد في الشرايين.
وقد ذكر بعض الجيران ومنهم صيدلي، أنّ أسرة الفنان الراحل استدعته فور إصابته بالأزمة الساعة الثالثة فجرًا، وتصوّر للوهلة الأولى أنّها غيبوبة سكر، فأجرى الإسعافات الأولية لإنقاذه، لكن الحالة ازدادت سوءًا، فاتصل بدوره بالإسعاف التي جاءت متأخرة وطلبت نقله للمستشفى، ونظرًا لأنّه يقيم في شقة بالدور الخامس وبدون أسانسير فقد استغرقت عملية نزوله وقتًا طويلًا لصعوبة حمله وثقل وزنه، ما زاد خطورة الحالة، إذ لم يبذل رجال الإسعاف أي جهد لإنقاذه قبل نقله للمستشفى.
ويروي الفنان أشرف عبد الباقي، في تصريح صحفي سابق، إنّه أبلغ بالأزمة في ساعة متأخرة من الليل، فطلب من الأسرة استدعاء الطبيب المعالج لاشتباهه في أنّها غيبوبة سكر عادية، لكنه بعد أن وصل إلى المنزل، تبيّن له أنّ الحالة أكثر خطورة، بعد أن لاحظ وجود دماء دماء تسيل بغزارة من الأنف.
الرواية الثالثة تحكي أنّ علاء ولي الدين كان يعاني من أكثر من مرض مزمن، كالتهاب في المرارة والكبد والقولون وارتفاع في نسبة السكر وتصلب في الشرايين، نتيجة السمنة المفرطة، ما صعَّب من مهمة الأطباء في احتواء الأزمة، خاصة أنّه كان قد أهمل تعاطي حقن الإنسولين الخاصة بمرض السكر، وعرّض نفسه لإرهاق شديد أثناء رحلة البرازيل التي قضى فيها أيامًا لتصوير بعض المشاهد من فيلمه مع حنان ترك وطلعت زين، اللذان رافقاه خلال الرحلة، وعادا معه على متن الطائرة التي أقلتهم من البرازيل إلى القاهرة، قبل العيد بأيام قليلة جدًا.