“فورين بوليسي”: كل ما حصل عليه الفلسطينيون من أوسلو هو”الكنتاكي”

ذكرت صحيفة “فورين بوليسي”، أنّه منذ توقيع اتفاق “أوسلو”، الذي مرّ عليه 30 عاماً، “تم الاعتداء على غزة مرات عديدة، أسفرت عن مقتل آلاف الأبرياء، واستمر بناء المستوطنات بلا هوادة. والسلام الاقتصادي، لم يقم إلا بتزيين الحقيقة القبيحة المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي”.

وأوردت أنّ الاتفاضة الفلسطينية تحولّت على مر السنين إلى “انتفاضة السكاكين”، و”انتفاضة الدهس بالسيارات”، و”انتفاضة الذئب المنفرد”، بعد أنّ “تزايدت هجمات الإسرائيليين على الفلسطينيين، ما دفعهم إلى استخدام طرق جديدة للانتقام”.

وبحسب “فورين بوليسي”، “كان عام 2014 ذروة الهجمات المرتجلة وغير المنسقة التي نفذها في الغالب شبان لا ينتمون إلى فصائل فلسطينية، حيث بدأوا باستخدام سكاكين المطبخ أو دهسوا إسرائيليين بسياراتهم. ولم تكن السلطات الإسرائيلية في حينها تعرف ماذا تفعل حيال هذه الهجمات المنفردة، لذا واصلت القيام بما تجيده: العقاب الجماعي للفلسطينيين”.

وقالت إنّه “تم هدم معظم، إن لم يكن كل، المنازل التي كان يعيش فيها المهاجمون والمهاجمون المشتبه بهم، وتحوّلت منازل عائلاتهم في جوف الليل إلى أشلاء في كثير من الأحيان”.

وأضافت أنّه “يعيش اليوم نصف مليون مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية، وقد شجعتهم إسرائيل وعنفها الذي لا يعرف حدوداً، على توسيع الاستيطان، وتحملت القرى والبلدات الفلسطينية وطأة هذا العنف أكثر من غيرها”.

وبحسب الصحيفة “أصبحت الهجمات والمضايقات التي كان يقوم بها المستوطنون، تحدث بشكل منتظم، مع الإفلات من العقاب إلى حد كبير”، مذكّرةً بأنّه في شهر شباط/فبراير الماضي، “اجتاح مئات المستوطنين الإسرائيليين بلدة حوّارة، بالقرب من نابلس، مما أسفر عن وقوع ضحايا، وأحرقوا السيارات وأحرقوا المنازل، وكان العنف وحشياً إلى حد أن القائد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية وصفه بأنه مذبحة”.

كذلك، لفتت إلى أنّ “عشرات مقاطع الفيديو أظهرت جنوداً إسرائيليين يقفون مكتوفي الأيدي، غير راغبين في حماية الفلسطينيين، بينما يقوم المستوطنون بإضرام النار في المنازل والشركات الفلسطينية، بالإضافة إلى منع خدمات الطوارئ من الاستجابة”.

وأشارت “فورين بوليسي” إلى أنّ وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش لايزال يدعو إلى “محو حوارة”.

كما أكدت “فورين بوليسي”، أنّه بعد 30 عاماً على “أوسلو”، “يأتي الغضب والإدانة الدوليان ويذهبان، والأسوأ من ذلك كله، لا يتمتع الفلسطينيون بتمثيل سياسي شرعي”.

وختمت بالقول إنّ “اتفاقية أوسلو كالسراب الذي تلاشى بنفس السرعة التي جف بها حبر الاتفاقية”، إذ لم يحصل الفلسطينيون بعده إلا على ازديادٍ في عدد المطاعم والمقاهي، ومنافذ مطاعم “كنتاكي” الشهيرة، التي فشلت في تزيين “الحقيقة القبيحة” المتمثلة في الاحتلال.