لم تمر أياما قليلة على بداية فصل الخريف، حتى تفاجأ أهالي مطروح بسقوط أمطار غزيرة لساعات متتالية، نتج عنها تعرض المحافظة الساحلية التي تقع بالشمال الغربي للبلاد، لاجتياح المياه بعض المناطق، مكونة تجمعات كبيرة في طرق داخلية وخارجية، وبدأت بعض المناطق مثل وادي الرمل والخروبة، في تحويل مسار المياه للصب في الشواطئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
تعاون أهالي مطروح وإجراءات حكومية تنقذ الأرواح
تلاحم كبير شهدته محافظة مطروح، أبرزه تعاون الأهالي مع أجهزة المحافظة في إجلاء العالقين في بعض المناطق، فقد قررت المحافظة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإزالة وتحويل مسار المياه، حفاظا على الأرواح والممتلكات، بعد ارتفاع منسوب المياه في الشوارع وإتلاف عديد من المنشآت والممتلكات الخاصة.
وكشفت وزارة الموارد المائية والري، في بيان، عن أن أعمال الحماية التي نفذتها الوزارة ساهمت في حماية مدينة مرسى مطروح بشكل كبير، من الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تعرضت يومي الأربعاء والخميس الماضيين، مشيرة إلى أن السد الركامي بوادي إسماعيل، نجح في حجز 175 ألف متر مكعب من إجمالي السعة التخزينية للسد التي تبلغ 250 ألف متر مكعب.
ونجحت الخزانات وآبار النشو في حصاد كميات من مياه الأمطار، التي تراوحت قوتها من متوسطة إلى غزيرة، ونتج عنها تجمعات مياه في مناطق وادي إسماعيل ووادي الرمل ووادي التواويع بنطاق المدينة، وأثرت على عدد من المنازل والطرق بالمنطقة.
وفي الوقت التي ساهمت فيه تدابير الحكومة في حماية الأرواح خلال أمطار مطروح، شهدت عدة دول حول العالم عددا من ضحايا وخسائر في الأرواح، نتيجة الأمطار الشديدة واجتياح المياه نتيجة للتغيرات المناخية.
وتسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة، نتيجة التقلبات الجوية، على مدار الأيام الماضية، في مقتل 14 شخصا على الأقل في الهند، وفقدان أكثر من 100 شخص، كما استقبلت مستشفى Woodhull عددا من المصابين بعد الفيضانات والسيول التي اجتاحت نيويورك، ونتج عنها غمر للحافلات بالشوارع وإغراق المدارس وتحويل الشوارع إلى بحيرات، إذ أعلن عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز حالة الطوارئ بسبب احتمال حدوث فيضانات مفاجئة، وأن هذا هو التوقيت المناسب لتوخي الحذر وزيادة اليقظة من السيول، وفقا لما ذكرته صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية.
نصائح لحماية الأرواح والممتلكات
تزايد الظواهر الحالات الجوية المتطرفة تجعل من الضروري التعرف على الخطوات اللازمة لحماية الأفراد والممتلكات، وفيما يلي بعض نصائح الخبراء حول كيفية التنقل في المدينة وحماية الأرواح والممتلكات خلال تجمعات المياه الغزيرة والسيول، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية.
المكوث في مكان آمن
اختيار مكان آمن بعيدا عن أماكن سقوط الأمطار الغزيرة، بالانتقال إلى أماكن أخرى قريبة تكون الأمطار فيها ما بين متوسطة وخفيفة مع تجنب الإجلاء عن طريق السفر، والامتناع عن القيادة على الطرق التي غمرتها المياه، ويفضل الإبقاء على الطلاب بالمنازل وعدم ذهابهم للمدارس وعدم ذهاب الأفراد إلى العمل إلا في الضرورة.
فتح نوافذ السيارة
الحرص عند سقوط الأمطار الغزيرة يجب على السائق ترك النوافذ مفتوحة، أخاصة أن غمر المياه للسيارات الحديثة التي تعمل بنظام الطاقة الكهربائية، قد يجعلها لا تفتح أبواب بسبب تعطلها نتيجة قصور في النظام الكهربائي في طريقة تصنيعها.
الهروب من السيارات
إذا ما بدأت المياه تغمر الشوارع أثناء الأمطار، لا بد من ترك السيارة على الفور ومحاولة الهروب منها، إذ أن مجرد 12 بوصة -أكثر من 30 سنتيمتر- من الماء المتحرك تكون لديها القدرة على الدفع بالسيارة، حتى لو كانت سيارة دفع رباعي أو شاحنة صغيرة، وإفقاد السائق القدرة التامة على السيطرة عليها.
استخدام العصا أثناء السير
ضرورة أن يتوخى المشاة بالشوارع الحذر أثناء الأمطار الغزيرة والسيول، إذ إن 6 بوصات -أكثر من 15 سنتيمتر- فقط من المياه المتحركة كافية لسقوط الشخص ووجرفه مع تيار المياه، واذا كان الشخص يضطر للنزول إلى الشارع أو كان متواجدا فيه وقت سقوط الأمطار الغزيرة، عليه أن يحاول المشي في مناطق تكون فيها المياه غير متحركة، مع ضرورة استخدام عصا للتحقق من صلابة الأرض قبل السير في المياه.
تجنب استخدام المصعد
خلال أوقات تساقط الأمطار الغزيرة والسيول يجب تجنب استخدام المصعد، ويفضل استخدام السلالم في الصعود بالعقارات، لتجنب لقطع الكهرباء أو حدوث أي خلل ناتج عن تواجد المياه بالمنازل.
الوصول إلى الأراضي المرتفعة
ضرورة البعد عن المناطق المنخفضة والأنفاق خلال سقوط الأمطار الغزيرة، ومحاولة اختيار المناطق المرتفعة عن سطح الأرض، كما يفضل أن يبقى الأشخاص بالطوابق المرتفعة من المباني السكنية وأماكن العمل والبعد عن الطوابق المنخفضة التي قد تغمرها لمياه والجراجات والطوابق التي تتواجد تحت الأرض، مع تجنب الصعود