“طوفان الأقصى” تشل “إسرائيل”.. إعلام عبري: اقتصاد الاحتلال سيتكلف المليارات

ألغت عدة شركات طيران رحلاتها إلى تل أبيب في نهاية هذا الأسبوع في أعقاب الهجوم العسكري الذي شنته حماس على الاحتلال، وفق بيانات الوصول في مطار بن غوريون الدولي المنشورة على الإنترنت.

كما أبلغت الفنادق عن كثرة المكالمات إلى مراكز الخدمة، وإلغاء الحجوزات المستقبلية من قبل السياح. وكما يقول داني ليبمان، الرئيس التنفيذي لشركة Atlas Hotels لموقع “ذا ماركر” الإسرائيلي: “هناك عمليات إلغاء هائلة للحجوزات المستقبلية. ويبحث العديد من السياح المتواجدين في القدس وتل أبيب عن رحلات جوية للهروب”.

ومن بين الشركات التي ألغت رحلاتها لوفتهانزا وطيران الإمارات و”راين إير” وخطوط إيجه الجوية وشركات أميركية وحتى الخطوط الجوية الفرنسية. لكن السلطات لم توقف الرحلات التجارية في هذا المطار ولا في مطار رامون قرب إيلات وهو المطار الدولي الثاني، وفق “فرانس برس”.

فيما قال موقع “ذا ماركر” الإسرائيلي إن الإسرائيليون عالقون في الخارج، فيما الخطوط الجوية السويسرية ووايز إير والخطوط الجوية التركية وخطوط طيران لوت البولندية ألقغت رحلاتها بالفعل في الصباح. وفي المساء ألغت شركات دلتا، ويونايتد، وفيرجن، وإيزي جيت، وترانسافيا، ورايان إير، وإيجه، وأيبيريا، وجورجيان رحلاتها إلى إسرائيل.

وعقب الإلغاءات، أصبح هناك حمل كثيف على رحلات الخطوط الجوية الإسرائيلية، ولا توجد مقاعد على معظم رحلات الغد. ويقول شاني أوزان، مدير قسم المجموعات في وكالة السفر جوردون تورز للموقع الإسرائيلي: “لدي مجموعة مكونة من 31 إسرائيليًا عالقين في فرانكفورت لأن لوفتهانزا ألغت رحلة كانت مقررة اليوم. وحتى الآن لم تتحمل شركة الطيران المسؤولية ولا نعرف ما إذا كانت ستقوم بترتيب الإقامة لهم”.

وبعد طلبات من مئات الإسرائيليين، أعلنت شركة أركيا أنها ستقوم برحلة إنقاذ ليلية من أثينا، اليونان. وتقول “إل عال” إنها تلقت منذ صباح اليوم آلاف الاستفسارات من إسرائيليين يريدون العودة من الخارج، معظمهم من جنود الاحتياط. ويريد الكثيرون أيضًا مغادرة البلاد، ومعظمهم من السياح. لذلك، فإن رحلات “إل عال” المغادرة والقادمة لهذا اليوم وغدًا ممتلئة وتدرس الشركة إضافة المزيد من الرحلات إلى جدولها.

وفي ألمانيا، أعلنت شركة الطيران الأوروبية العملاقة لوفتهانزا عن تقليص عدد رحلاتها إلى إسرائيل. وقال متحدث باسم لوفتهانزا “نظرا للوضع الأمني الحالي في تل أبيب” ستبقي المجموعة الألمانية رحلة واحدة فقط إلى فرانكفورت، فيما “تم إلغاء جميع رحلات لوفتهانزا الأخرى من وإلى تل أبيب هذا السبت”.

من جهتها، ألغت شركة ترانسافيا المنخفضة التكلفة التابعة لمجموعة الخطوط الجوية الفرنسية-كي إل إم رحلة جوية من مطار باريس أورلي كان من المقرر أن تصل بعد منتصف الليل إلى تل أبيب، وذلك حتى لا يقضي موظفوها الليلة في إسرائيل، وفق ما قال متحدث لوكالة فرانس برس في باريس.

وفي وارسو، أعلنت شركة إل أو تي البولندية أنها ألغت رحلاتها التي تربط العاصمة البولندية بتل أبيب السبت “بسبب الوضع في إسرائيل”، ولم تقدم معلومات بشأن الرحلات في الأيام المقبلة.

وتم إغلاق الشركات التي تفتح عادة أيام السبت، بما في ذلك محلات البقالة والمقاهي والصيدليات، في جميع أنحاء إسرائيل في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” المفاجئة. وقال أصحاب الشركات إنهم يجدون صعوبة في مواصلة أنشطتهم الروتينية بسبب الحرب.

وشرح أمين صندوق في أحد فروع سلسلة AM:PM في تل أبيب لموقع “ذار ماركر”: “أنا هنا وحدي، جميع الموظفين غادروا، الجميع يخاف على حياته ولا أعرف أين ذهبوا. الآن المحل مفتوح هنا، ولكن ربما سيغلق خلال ساعة، أنا حقا لا أعرف”. وتم إغلاق بعض فروع السلسلة صباح اليوم.

المحلات التجارية في مجمع “مول زخرون” التجاري، كانت مغلقة أيضًا، والمركبات التي تصل إلى المجمع تتوقف عند المدخل وتعود أدراجها. وقال حارس الأمن في مكان الحادث للموقع الإسرائيلي ذاته: “أنا هنا منذ العاشرة صباحا. كل شيء مغلق. نحن بعيدون عن الفوضى في الجنوب، لكننا لن نخاطر”.

وواجهت فروع سلسلة سوبر فارم أيضًا صعوبات تشغيلية، والفرع الموجود في شارع اللنبي في تل أبيب، والذي يفتح طوال أيام الأسبوع  أغلق. مقهى Betha and Griga الواقع في شارع لافونتين بالمدينة مغلق، على الرغم من أنه يفتح عادةً أيام السبت والأعياد.

وقال بعض المستهلكين لـ “ذار ماركر” إنهم سارعوا إلى المحال “لشراء الأغراض، حتى لا نعلق لاحقاً إذا حدث طارئ واضطررنا للبقاء في المنزل”. وفي المقابل، فإن بعض العملاء ليسوا خائفين. وقال أحدهم: “جئت لشراء بعض البقالة لوصفة رأيتها. لا أعتقد أننا سنصل إلى وضع حيث ستكون هناك مشكلة في شراء البقالة في تل أبيب”.

وسادت فوضى في الخدمات الحيوية في المستوطنات الإسرائيلية حول قطاع غزة عقب “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وفصائل المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة المحاصر.

وأفادت وسائل إعلام بانقطاع التيار الكهربائي في عدد من المستوطنات الإسرائيلية جنوب إسرائيل “بالقرب من قطاع غزة”، كما انقطعت الطرق بين عدد منها.

وأفاد أحد المستوطنين في عسقلان ويدعى يتسحاق مور لصحيفة “هآرتس”، “بانقطاع خدمات الكهرباء والإنترنت منذ العاشرة صباحاً بتوقيت القدس”.

كذلك انقطعت خطوط الكهرباء الإسرائيلية التي تمد غزة بالتيار .

وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن حرائق ضخمة اندلعت في القدس وعسقلان ونتيفوت وسط هجمات صاروخية، مشيرة إلى أن رجال الإطفاء يعملون حالياً على إخماد عشرات الحرائق في المناطق التي تعرضت لقصف صاروخي من حماس.

وقال موقع Calcalist الإسرائيلي في تقرير نشره السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إنه ليس من المستبعد أن تؤدي الأحداث الصعبة في الجنوب إلى قتال عنيف في قطاع غزة لم تشهد إسرائيل مثله منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث ستصل تكاليف مثل هذه الجولات القتالية إلى مليارات الشواكل، وتنقسم إلى تكاليف مباشرة وغير مباشرة. وفقاً للحروب الماضية، تبلغ تكلفة جولة القتال حوالي 100-250 مليون شيكل (26-65 مليون دولار) يومياً، اعتماداً على ساحة ونطاق القتال. 

تشمل التكاليف المباشرة نفقات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، من دفع ثمن الذخيرة والمعدات اللوجستية إلى دفع أيام الاحتياط وتكاليف إعادة تأهيل الجرحى. والجزء الثاني من النفقات المباشرة هو تعويض المدنيين المصابين أو الذين تضررت ملكياتهم. لكن من الصعب قياس التكاليف غير المباشرة، إذ تشمل هذه التكاليف خسائر الشركات التي تظل مغلقة، والأضرار التي تلحق بالسياحة وغير ذلك. 

 إعلام عبري: اقتصاد الاحتلال سيتكلف المليارات

أكثر الحروب كلفةً في السنوات الأخيرة كانت حرب لبنان الثانية عام 2006، والتي استمرت 34 يوماً. بلغت التكلفة الإجمالية من خزانة الدولة، والتي تشمل نفقات الجيش الإسرائيلي على القتال والتعويضات، حوالي 12 مليار شيكل (3.12 مليار دولار بقيمة اليوم)، منها 9.4 مليار شيكل (2.44 مليار دولار بقيمة اليوم) في ميزانيات الدفاع، موزعة على ثلاث سنوات من الميزانية. وفي عام 2015، قدر بنك إسرائيل أن حرب لبنان الثانية أدت إلى خسارة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح من 0.5% إلى 0.35%. 

خسارة الإنتاج من عملية الجرف الصامد في عام 2014، والتي كانت حتى الآن أهم جولة من القتال في قطاع غزة منذ فك الارتباط، والتي استمرت 50 يوماً وكلفت 3.5 مليار شيكل، كانت حوالي 0.3% من إنتاج ذلك العام. وبحسب تقييم بنك إسرائيل، فإن الخسارة الرئيسية كانت خسارة الدخل من صناعة السياحة في المنطقة بحوالي 2 مليار شيكل. وبلغت التكلفة العسكرية لعملية الجرف الصامد نحو 7 مليارات شيكل، بالإضافة إلى تعويضات بقيمة 1.7 مليار شيكل، وبذلك بلغت التكلفة الإجمالية 8.7 مليار شيكل. 

ووفقاً لتقدير معهد دراسات الأمن القومي، رغم أن عملية حرس الجدار استغرقت ربع الوقت الذي استغرقته عملية الجرف الصامد، كانت التكلفة المباشرة لها قبل عامين من 4 إلى 5 مليارات شيكل. ودُفِعَ أكثر من 300 مليون شيكل إضافية كتعويضات عن الأضرار التي لحقت بالممتلكات. وبلغت الأضرار التي لحقت بالنشاط الاقتصادي 1.2 مليار شيكل، بحسب تقديرات جمعية المصنعين اعتباراً من عام 2021. 

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي، وفقاً للصحيفة ذاتها، عن عدم فتح المحال التجارية في تلك المناطق، إلا إذا كان هناك إمكانية الوصول بسهولة إلى الملاجئ.

كما ألغى الدوام المدرسي في وسط وجنوب إسرائيل، مما يعني أن حوالي مليون طفل سيبقون في منازلهم غداً.

وقال الجيش إنه سيتم إغلاق جميع المدارس جنوب نتانيا وشمال وسط النقب. وتسري القيود حتى يوم الأحد الساعة 6 مساءً، ولكن من المرجح أن يتم تمديدها أكثر وسط القتال.

 

وأطلقت المقاومة الفلسطينية فجر اليوم، عملية “طوفان الأقصى” رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة وعدوانه على المسجد الأقصى.