يصطف الآباء والأمهات أمام مدارس امتحانات أبنائهم، في حالة من القلق، يعدون مرور الدقائق، تسمع أصوات تخبط أمعائهم من القلق، وقبل ذلك، كانوا يتحركون مع أبنائهم كل ثانية، منذ الخروج من باب المنزل إلى باب المدرسة، وعندما يفرغون من الإجابة على الامتحان والخروج، تستقبلهم الأمهات بالأحضان ومحاولة الاطمئنان عليهم.
مشهد نراه يتكرر سنويًا، ولكن في زاوية أخرى، يرى من فقدوا آبائهم وأمهاتهم هذا المشهد، فيؤلمهم ما يرو، وينعصر قلبهم حزنًا، باحثين عن حضن يطمئنهم، أو من يقف في ظهرهم بعد أداء الامتحانات، وفي الوقت نفسه، تحاول دور الأيتام المختلفة بشتى الطرق توفير الجو المناسب لهم، من أجل أداء الامتحانات.
تهئية الجو المناسب لأداء امتحانات الثانوية العامة
إبراهيم نور الدين، مدير إحدى دور الأيتام بمحافظة الجيزة، تؤدي فتاة لديه في الدار امتحانات الثانوية العامة، حاول تهيئة الجو المناسب لها، عن طريق تجهيز غرفة ومكتب خاص بها بمفردها، يحكي «إبراهيم»: «دروسها بالكامل عندي في الدار، وأحيانًا بتروح السنتر على حسب الظروف، وبحاول أعمل لها كل اللي هي عاوزاه وأحسسها بالاطمئنان عشان تقدر تحل كويس وتشرفني وتدخل كلية قمة، بعتبرها زي بنتي».
منذ بداية العام، لم تتوقف دار الأيتام عن دعم الفتاة، يجلبون لها كل ما تحتاج إليه، ويحاولون تعويضها عن غياب الأم والأب، خاصة قبل ذهابها إلى الامتحان وعودتها منه: «بنوفر لها كل حاجة كأن أهلها موجودين بالظبط، ما عدا طبعًا ضغط الأهل اللي بيكون موجود في بعض الأسر، بنحاول ننهيه تمامًا».
3 أبناء في الدار.. وجناح خاص لهم
إحدى دور الأيتام بمنطقة عين الصيرة مصر القديمة، لديها 3 طلاب في الثانوية العامة، اثنان شعبة علمي، والثالث أدبي، أعد لهم أسامة عبد العزيز، مدير الدار، جناح خاص لهم، ليذاكروا بتركيز وهدوء: «وصلت لهم إنترنت عاشن التابلت، ووفرت لهم مدرسين ودروس خصوصية وكتب خارجية، وبنحاول نقنعهم إن مفيش أي التزامات عليهم غير إنهم يتفرغوا للمذاكرة فقط، وبنطمنهم قبل الامتحان الصبح ونطمن عليهم أول ما يرجعوا».
«الامتحان كان كويس وحلينا»، كلمات قالها نزلاء الدار لـ«أسامة»، مؤكدًا أن العام الماضي كان لديه طالبين في الثانوية العامة، دخلا الاثنان كلية العلوم، كما أن لديه 82 طالبا بداية من المرحلة الإعدادية حتى الجامعة.