طعم لذيذ ومذاق حاذق تذوقه أهالي محافظة أسيوط، بتناولهم لـ«آيس كريم الجمبري» لأول مرة في مصر، وما هي إلا أيام قليلة حتى ذاع صيته داخل المحافظة وخارجها، لتصطف الطوابير طلبا للآيس كريم الحادق، الذي ابتكره الشيف محمد محمود ابن محافظة الوادي الجديد.
من الزراعة إلى الشغف بالطهي
مهندس زراعي شق طريقه لكسب العيش من خلال العمل بالفنادق، ومكث كمدير لأحد الفنادق بمحافظة الوادي الجديد لمدة 8 سنوات، قبل أن يقرر أن يترك الشيف محمد، 36 سنة، صاحب ابتكار آيس كريم الجمبري عمله، ويفتتح محلا للأسماك، بعد أن أكتسب خبرة الطهي وأماكن شراء الأسماك بجودة عالية وبأرخص الأسعار خلال فترة عمله بالفندق الصغير، «كان بيجيلنا في فندق الوادي فرق الكشافة بأعداد كبيرة من 400 إلى 500 فرد، وطبعا كل اللي في الفندق شيفين بس، ميقدروش يأكلوا العدد ده كله، فكنت بدخل أساعد معاهم، واحدة واحدة حبيت المجال».
مطعم خاص وأكلات جديدة
الشراكة بين الشيف محمد محمود ومديحة ثابت ابنة محافظة أسيوط، وفرت سيولة المال خاصة مع ارتفاع إيجارات المحال التجارية بأسيوط، وبانضمام عدد من الشيفات من محافظة الإسكندرية، بدأ المشروع بالانطلاق ليحقق نجاحا كبيرا، بعد أن تضمنت قائمة الطعام عديد من الأصناف الجيدة، مثل كب الأرز والسمك وآيس كريم الجمبري، « بنحب نبتكر في شغلنا دايما، عاملين كب زي الآيس كريم مصنوع من البسكويت، بيتحشي أرز وجمبري، وآيس كريم الجمبري بيتعمل من بسكويت مالح كونو، وفيه صوص سويت شيلي مع صوص التارتاه مع خس كابوتشا فريش، بياخد هاني ماستر من فوق مع جمبري مقرمش وعليه صوص شيدر، الإقبال عليه قوي جدا والناس معجبة بالفكرة».
اختيار الأسماك
«شكل الأسماك في الميناء وهي خارجة من البحر خلاني أحب الأسماك، لانها رزق من ربنا سبحانه وتعالى، عشقت المجال وقتها واخترت يكون المطعم للأسماك»، وفقا لحديث الشيف محمد لـ«»، لافتا إلى أنه تمكن خلال فترة وجيزة من توفير كل انواع السمك، كما قام بتثقيف نفسه بفوائد كل نوع، ما جعله يقدم النصائح للزبائن بنوع السمك الملائم لكل فئة عمرية، لكي يحققوا الاستفادة من تناول الأسماك، «بيجيلي واحد كبير في السن بقوله لو عايز أكلة مفيدة للعظام اطلب سمك القرش، والست الحامل بنصحها بنوع يكون فيه كميات كبيرة من الاوميجا 3، وبحط بلح البحر للطلاب حتى لو مش طالبينه هدية من المطعم، لأنه بينشط الذاكرة، بعتبر أن المطعم صيدلية والأكل دوا».
أدوات جديدة لأول مرة
«إحنا بنبهر العميل بشكل الأكل قبل طعمه، لأن العين بتاكل»، بصوت يملؤه الحماس، أوضح الشيف محمد سبب اهتمامه بالابتكار في شكل الطعام عند التقديم، وهو ما دفعه إلى تجهيز المطعم بأدوات استقدمها من الخارج، منها شواية توضع الأسماك بها نيئة ومتبلة على منضدة الزبون ليتم طهيها أمامه، ويتمكن الزبون من اختيار نوع الطهي سواء كامل السوي أو نصف سوى وتناولها مباشرة.
محنة ودعم من فريق العمل
وعن الصعوبات يروي محمد، أنه تعرض لإعاقة بعد تعرضه لحزن منذ عامين، لم يعد يتمكن من حركة يديه وقدمه اليسرى بصورة كاملة، بالتالي أصبح غير قادر على إعداد الطعام بنفسه كما بالسابق، غير مساعدة كبيرة من فريق العمل جعله يحافظ على نجاح مطعمه والاستمرار في تقديم ابتكاراته.