دبور يشبه الكائنات الفضائية
اكتشف علماء من جامعة يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، نوعا جديدا من الدبابير يشبه في شكله «الكائنات الفضائية»، وذلك أثناء مسح أجروه بالمحمية ية بدولة بيرو، ويعرف هذا النوع بأنه قادر على امتصاص الدم من فريسته، قبل أن يأكله من الداخل، ومنتشر في غابات الأمازون.
ووجد الفريق البحثي أنثى النوع الجديد، تمتلك رأسًا ضخمًا على شكل لوزة، وبها عضو أنبوبي تستخدمه لوضع البيض في ضحاياها التي تشمل الخنافس والعناكب واليرقات.
دبور ذكي يختار فريسته بعناية
وأطلق العلماء القائمون على الدبور الطفيلي المكتشف «كابيتوجوبا»، وذلك يجمع بين حجم رأسه الكبير الذي يشبه الكائنات الفضائية «كابيتو» وبين اسم جنس الدبور الطفيلي المشابه له «جوبا».
ووفقًا للباحث الرئيسي في الدراسة البيولوجي، براندون كلاريدج، فإن هذا الدبور المفترس ينتمي إلى فئة «الطفيليات الداخلية المنفردة»، والمعروفة بأنها تضع بيضة واحدة داخل مضيفها ثم تقتله عندما تنمو وتتطور في داخله، وأضاف أنه «على الرغم من أن الدبور الأنثى يظهر شهية متنوعة للضحايا إلى أنها تختار ضحيتها بذكاء ولا تضع بيضة واحدة في أي حشرة عشوائية»، كما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية.
وأضاف كلاريدج «بمجرد تحديد ورؤية المضيف، ستقوم الأنثى بتحريك أجنحتها بشكل هستيري باستخدام خواصرها، وإذا كان المضيف مقبولًا، فإن الأنثى ستضع بيضة واحدة داخل المضيف عن طريق نقرها به بواسطة جهاز وضع البيض الخاص بها، وفي بعض الأحيان ومع ذلك قد تقوم الأمهات بنشاط ممارسة الامتصاص».
وأكمل كلاريدج قائلا: «قد تقوم الإناث حتى بطعن المضيف باستخدام جهاز وضع البيض وتتغذى دون وضع بيضة، حيث يساعد ذلك على الحصول على المواد الغذائية اللازمة لنضج البيضة».
ويعمل الباحث كلاريدج مع فريق من الباحثين وعلماء الحشرات من جامعة توركو في فنلندا، الذين قاموا بتوثيق أنواع جديدة في محمية الألباهوايو-ميشانا ية في بيرو منذ تسعينيات القرن الماضي.
الفخ الماليزي
واستخدم الباحثون أجهزة كبيرة على شكل خيام مغطاة بشباك تسمى أجهزة الفخ الماليزي، لجمع عينات من ثروة الحشرات الفريدة، التي تعيش في الألباهوايو-ميشانا، وتضم أنواعًا متعددة من الغابات المطيرة، بعضها يتعرض للفيضان بشكل موسمي وبعضها يقيم على الرمال بيضاء.
ووفقًا للمؤلف المشارك للدراسة، إيلاري ساكسجارفي، البروفيسور في بحوث التنوع البيولوجي في جامعة توركو، «تعد تنوع أنواع الكائنات الحية في الألباهوايو-ميشانا الأعلى في العالم بأكمله، فإن الألباهوايو-ميشانا هي جزء من الأمازون الذي يتميز بوفرة لا مثيل لها من الأنواع بسبب التاريخ الجيولوجي المعقد للمنطقة»، وأضاف ساكسجارفي في بيان صادر عن الجامعة قائلاً «للأسف، تتغير المنطقة بسرعة بسبب الأنشطة البشرية».
اكتشاف أنواع من الحشرات لا يعرفها العالم
وفي نظرة تاريخية على منطقة الألباهوايو ميشانا المحمية الطبيعية ية ببيرو، نجد أنه قد اهتم بها العلماء في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، عندما اكتشف عالم النبات الأمريكي، الذي يُدعى ألوين جنتري، قطعة صغيرة منها تحتوي على أكبر أنواع الأشجار التي تنمو في موقع واحد بشكل نادر، فقال ساكسجارفي «كان جنتري يرغب في اكتشاف عدد أنواع الأشجار التي يمكن أن تنمو في 2.5 فدان من غابة الأمازون، وفي دراسته اكتشف ما يقرب من 300 نوع من الأشجار في تلك المساحة البحثية بمساحة 2.5 فدان واحدة،».
وأوضح أنه تمت دراسة تنوع الحشرات في نفس مناطق البحث منذ عام 1998، وسجلوا أعلى الأعداد من أنواع الحشرات في العالم في هذه المنطقة، وأكد العالم كلاريدج في بيان له «اكشتفنا في تلك المنطقة حديثًا عدد من الأنواع التي لم تعرف للعلم بعد، والتي سنقوم بوصفها في المستقبل».