منشورات عدة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تفييد بتقييد محتواهم الخاص على المنصات المختلفة مثل «فيس بوك»، و«إنستجرام»، وعدم وصوله إلى العدد المتعارف عليه عبر صفحاتهم الشخصية، وهو ما أثار تساؤلات البعض حول أسباب عدم وصول منشوراتهم إلى الأصدقاء، وطريقة عودة مسار صفحاتهم إلى مجراها الطبيعي بعدما فقد البعض التواصل والتفاعل مع الآخرين.
استشاري تكنولوجيا: ميتا لا تتعامل بشكل حيادي
المهندس محمد الحارثي استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، يقول في حديثه لـ«» إنّ شركة «ميتا» أو منصة فيس بوك تحديدًا، لا تتعامل مع المحتوى بشكل حيادي، إذ عادة ما يكون لها توجّه خاص بها فيما يخص الأحداث الجارية ولا تقف عند نفس المسافة فيما يتعلق بالأخبار المتداولة على منصاتها.
فـ مثلا فيما يخص القضية الفلسطينية انحازت «ميتا» لأحد طرفي الصراع ولوحظ حذف العديد من المنشورات التي تتناول التصعيد، فيما جرى تقييد استخدام بعض الحسابات وغلق أخرى لعدة ساعات أو أيام على خلفية تناولها أخبارًا وصورًا للأحداث التي تخص قطاع غزة وفلسطين منذ عملية «طوفان الأقصى» فجر السبت الماضي.
ويقول «الحارثي» إنّ كلمات العنف والتحريض والكلمات المترادفة التي تتعلق بانتهاك الطرف الإسرائيلي بدت واضحة أمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في مقابل إخفاء بعض المحتوى الخاص بالانتهاكات التي تحدث في حق الشعب الفلسطيني والتي بدت على مرأى ومسمع من الجميع: «أنا بعتبر فيسبوك ليس ملاذا حيادي ومنصة لا تتعامل مع المحتوى بشكل حيادي».
لا توجد منشورات تدعم الجانب الفلسطيني
ومن المعروف بحسب استشاري تكنولوجيا المعلومات، أنّ شركة «ميتا» تحذف أي محتوى يخص التحريض على العنف أو ما شابه، في حين يجب أن تراعي السياسة العامة للمنصة المحتوى الذي ينقل الصورة من قلب الأحداث: «على منصة ميتا مش هتلاقي أي بوستات تخص تأييد الجانب الفلسطيني، ولكن القضايا الداعمة لإسرائيل هنلاقيها واضحة وظاهرة، وبالتالي فيه عدم حيادية من المنصة بتبني السياسات وفي انحيازه لمحتوى يظهر على حساب محتوى آخر».
وعادة ما يحاول رواد مواقع التواصل الاجتماعي كتابة الكلمات الخاصة بالقضية الفلسطينية بما يشبه بعملية التشفير، مثل وضع علامة النجمة أو الشباك أو وضع مسافات، وهي الطريقة التي باتت معروفة لخوارزميات الشركة بحسب «الحارثي»، إذ تتطور قدرات «فيسبوك» على التعرف على المحتوى أو الكلمة بشكل سريع، ما جعله يحجب ويمنع بعض المنشورات التي تستخدم هذه الطريقة.
ويقول «الحارثي» إنّ بعض مقاطع الفيديو التي انتشرت على منصة إنستجرام في بداية أحداث «طوفان الأقصى» لم يُجرى حذفها في بادئ الأمر، خاصة وأنّ خوارزميات فيسبوك من المفترض أن تستجيب لتلك المتغيرات على الفور، إلا أنّ الأمر احتاج لبعض الوقت لمراجعة تلك المنشورات بشكل أدق: «ميتا مش عايزة إنستجرام تبقى مساحة شبه فيسبوك، ولكن عايزاها تفضل مساحة ترفيهية للبراندات والأخبار والصور والإعلانات، لكن مش منصة ليها علاقة بتبادل الأخبار اللي ليها علاقة بفلسطين».
تفعيل الهاشتاجات لإيصال المنشورات على فيسبوك
وبحسب استشاري تكنولوجيا المعلومات، نصح رواد مواقع التواصل الاجتماعي بوضع العديد من «الهاشتاجات» والإشارة لأكثر من شخص داخل المنشور حتى يصل إلى أكبر عدد من الأصدقاء، وربط الحساباك الخاص بك بعدد من الحسابات الأخرى، إذ تظهر منشورات فيس بوك في الأساس على الصفحات التي تستهدف مشاهدات وإعلانات ضخمة.
كما نصح «الحارثي» بإمكانية التحايل على خوارزميات فيس بوك بالتخلي عن كتابة المنشورات بشكلها المعتاد على منصات التواصل الاجتماعي: «الحاجة الوحيدة اللي ممكن فيسبوك ميشوفهاش، أنك تكون كاتب الرسالة بتاعتك بخط الإيد، يعني تكون عامل صورة وتكتب على النوت مثلا بخط إيدك كأنك بتكتب ورقة ديجيتال وفيه تطبيقات كتير بتعمل ده، ده الحاجة اللي ممكن فيسبوك ياخد وقت كبير جدًا أنه يتعرف عليها، وهتبقى بالنسبة له حاجة مختلفة ميقدرش يتعامل معاها أو يتتبعها».