شهد العالم هذا العام أكثر من زلزال مدمر خلف وراءه الكثير من الدمار والضحايا، مثل الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير أول العام، والذي ضرب المغرب في سبتمبر الماضي، والأخير الذي ضرب أفغانستان في أكتوبر الحالي.
ويعد أحد أكثر الجوانب المربكة للنشاط الزلزالي هي طبيعته المفاجئة فهو يحدث دون أي سابق إنذار، فيمكن لعواقبه أن تدمر مجتمع بأكمله، لذلك عمل فريق بحثي في جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية على بحث جديد لاستغلال الذكاء الصناعي وقدرته في توقع الزلازل والتخفيف من الأضرار المتوقعة.
تدريب الذكاء الاصطناعي على توقع الزلازل
قام فريق من العلماء بتطوير خوارزمية ذكاء اصطناعي جديدة أظهرت وعودًا مذهلة في التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها، إذ أوضحت قدرة البرنامج على توقع 70% من الزلازل بشكل صحيح بأسبوع كامل قبل حدوثها خلال تجربة استمرت سبعة أشهر في الصين، ودرب العلماء الخوارزمية الجديدة على البحث واكتشاف الزيادات الإحصائية في البيانات الزلزالية الحية المقارنة بالزلازل السابقة والتي قام الباحثون بربطها ببعض.
وقد أدى ذلك إلى أن برنامج الذكاء الاصطناعي أنتج توقعًا أسبوعيًا للزلازل نجح في توقع حدوث 14 زلزالًا تقريبًا على بُعد حوالي 200 ميل من المنطقة التي تم تقدير حدوثها فيها، وكانت حسابات القوة الخاصة بالزلازل المتوقعة من البرنامج أيضًا دقيقة إلى حد كبير، وذلك كما نشر بموقع الدراسات «Study finds».
العمل على تطوير التجربة للحصول على نتائج أفضل
وفي الوقت الحالي يعترف فريق البحث بأنهم لا يستطيعون التأكيد عما إذا كان برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بهم سيعمل في مواقع أخرى في العالم أم لا، فيقول سيرجي فوميل أستاذ في مكتب الجيولوجيا الاقتصادية بجامعة تكساس وعضو في فريق البحث في بيان إعلامي «توقع الزلازل هو الهدف الأمثل. لسنا قريبين بعد من التوقعات لأي مكان في العالم بشكل دقيق، ولكن ما حققناه يخبرنا أن ما اعتقدناه مشكلة مستحيلة له حلًا في القريب العاجل باستخدام التكنولوجيا».
ولكن يعتقد فريق البحث أن أسلوبهم نجح لأنهم اتبعوا نهجًا بسيطًا نسبيًا في تعلم الآلة، فتم تزويد الذكاء الاصطناعي بمجموعة من الميزات الإحصائية بناءً على معرفة الفريق بفيزياء الزلازل، ثم تم تعليمه بنفسه باستخدام قاعدة بيانات تضم خمس سنوات من التسجيلات الزلزالية، وبمجرد التدريب قدم الذكاء الاصطناعي توقعاته، كما أن الفريق البحثي واثق من أنه يمكن إنتاج توقعات أكثر دقة إذا استخدمت الخوارزمية في مناطق تتمتع بشبكات قوية لتتبع الزلازل مثل تركيا واليابان وإيطاليا واليونان وتكساس وكاليفورنيا.
يذكر أن هذه التجربة كانت جزءا من مسابقة دولية أقيمت في الصين، وحل الذكاء الاصطناعي الذي طورته جامعة تكساس في المركز الأول بين 600 تصميم آخر، وأشار ألكسندروس ساففايديس العالم الذي يقود برنامج شبكة تكساس الزلزالية «لا يمكنك رؤية الزلازل قادمة، لأنها مسألة من الجزئيات الزمنية، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه هو مدى استعدادك، ونسبة 70% الذي حققها البحث هي نتيجة كبيرة ويمكن أن تساعد في تقليل الخسائر الاقتصادية والبشرية ولها القدرة على تحسين استعداد العالم بشكل جذري للزلازل».