كلمات وعبارات بعينها باتت تشكل خطرًا على مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يخص الأحداث الجارية في فلسطين، فأصبح عديد من المستخدمين معرضون لخطر حظر حساباتهم أو حجبها أو منعها من الظهور، بسبب تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قصف وإبادة من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما جعل البعض يفكر في بعض الطرق لتفادي خوارزميات شركة «ميتا».
أداة تحويل النص لصالح القضية الفلسطينية
محمد درويش المالك لإحدى شركات البرمجيات والمدير التقني لها، خطرت بباله فكرة ابتكار أداة تُمكّن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، من الحديث عن القضية الفلسطينية دون الخوف من حظر أو حجب الحساب، إذ يقول في حديثه لـ«» إنّ الأداة وظيفتها الأساسية هي تغيير طبيعة الكلام الحساس المتعلق بالقضية الفلسطينية الذي يتسبب في حظر الحساب عند التعرف عليه من قِبل لوغاريتمات «فيسبوك» أو الذكاء الاصطناعي: «الكلمات دي لما بيتم التعرف عليها بتدي تحذير لصاحب المحتوى أو بتقيد له النشر أو بتمنعه من استخدام حسابه، فوظيفة الأداة أنّها بتغير في شكل الجمل علشان يصعب على الذكاء الاصطناعي ولوغاريتمات فيسبوك، أنها تفهم معنى المكتوب».
ويرى «درويش» أن الكلمة هي وسيلة الدفاع الوحيدة التي يمتلكها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ظل الأحداث الجارية في فلسطين، وما يحدث بسبب سياسة شركة «ميتا» من تقييد نشر المحتوى الخاص بفلسطين جعله يفكر في ابتكار هذه الأداة التي تعمل على تغيير شكل الكلمات التي تدين المُحتل الإسرائيلي أو تدعم فلسطين: «لما شوفت قد إيه هم عايزين يسلبونا وسيلة الدفاع الوحيدة اللي معانا وهي الكلمة، وشوفت ناس كتير الأكونتات بتاعتها ابتدى يضعف الريتش بتاعها فالناس هتعتقد إنّ القضية بتندثر ومحدش مهتم، فأكيد في حل علشان الناس تقدر تعمل bypass للقيود دي، جربت فكرة وللأسف فيسبوك بعتلي تحذير hate speech ففضلت أحاول في كذا فكرة لحد لما توصلت لأفضل الحلول اللي طبقته في الـtool المتاحة حاليًا».
إجمالي عدد الكلمات وصل لـ1800 كلمة
ووصل إجمالي عدد الكلمات العربية والإنجليزية التي تستطيع الأداة تغييرها إلى نحو 1800 كلمة تشمل «فلسطين»، «مقاومة»، «حماس»، «القدس»، «مجزرة»، وغيرها، وتتحول بشكل تلقائي بمجرد إدخال في مربع النص إلى كلمة مختلفة يستطيع المستخدمون قرائتها في حين لا تستطيع خوارزميات فيسبوك التعرف عليها أو حظرها، يقول «درويش»: «زي ما ربنا مديهم عقل فمدينا عقل فوق عقلهم، الحمد لله من بعد ما نشرت الـtool فكرت في حلول بديلة إذا مبقتش ذات فاعلية، فنقدر نقول في بدل الحل كذا حل ومن البسيط للمعقد، بيزيد التعقيد مع زيادة تضييق فيسبوك».
هذه الأداة التي أطلق عليها «درويش» اسم «فلسطين حرة» لها إصداران، أحدهما باللغة العربية والآخر باللغة الإنجليزية، ويُجرى تحديث طريقة الاستخدام أولًا بأول، وهو أقل شيء باستطاعة الشاب محمد درويش تقديمه إلى أهلنا في فلسطين بحسب تعبيره: «دي أقل حاجة نقدر نقدمها لأهلنا هناك وهي مش حاجة ربحية، وأتمنى يكون فيه مليون أداة علشان نتفادى تقييد ده يكون متنوع ومُركز لحد إن شاء الله ما يبقى فيه متنفس في منصة سوشيال ميديا عربية، ومن مصر وإن شاء الله تخرج من شركتنا عن قريب، لتقليل حدة التقييد غير المحايد ده».