بينما يباشر الأطباء عملهم داخل مستشفى المعمداني بقطاع غزة، لم يقطع هدوئهم سوى ضجيج وصرخات المرضى والمصابين، جراء قذائف قوات الاحتلال الإسرائيلي، يحاولون تضميد جراح أبناء الشعب المكلوم، ليتفاجأوا بسيل من الصواريح يقصف مستشفى المعمداني، ليهرول الجميع ويتبدل حال الأطباء.
مسعف يروي تفاصيل قصف مستشفى المعمداني
لحظات لم يتوقعها أحد مرت عليهم كأعوام من الدهر، بعدما تحولت غرف العمليات التي كان يضمد فيها الأطباء جراح الفلسطينيين إلى صراخ وعويل وجرحى بالمئات، وفق محمد شاهين، مسعف يعمل في غزة، إذ جاءه نداءا عبر الخطوط المخصصة لاستقبال نداءات الأهالي، بأن هناك مصابين في حي الشجاعية بوسط المدينة المكلومة، لينتقل برفقة زملائه إلى المكان لينقلوا الجرحى إلى مستشفى الأهلي العربي المعمداني، بعد ثوان من إنزال جريحة مسنة تفاجأ بقصف عنيف يهز أركان المستشفى: «فجأة بنزل جرحى كتير من بينهم سيدة مسنة كانت بتصرخ، لقينا الصواريخ بتقصف المستشفى، ودمرت سيارات الإسعاف وقتلت العجزة».
صرخات المرضى لم تتوقف، وبكاء الأطفال مستمر، هكذا الوضع في المستشفى الذي طالته يد قوات الاحتلال الإسرائيلي الغادرة، إذ لم تبقي على أحد، فروعت الآمنين وقتلت المسنين والرضع وفق المسعف: «ما بقى لينا أحد، الكل داخل المستشفى شهيد، لم تنجو المنشأة الآمنة من غدرهم الغاشم، ارتكبوا كارثة إنسانية في حقنا، لكننا لم نترك أراضينا».
وزارة الصحة في غزة أعلنت قبل قليل أن ما يزيد عن 500 شهيد ارتقوا في هذا الاستهداف، بينما أكد المسعف أن العدد أكثر من المعلن: «حتى الآن ما عارفين نحصر أعداد الشهداء والمصابين داخل المستشفى، ما فينا نقول شيء، كلنا نعمل على الأرض».
رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، قال في تصريح صحفي، إن الاحتلال ارتكب جريمة حرب جديدة بقصف ساحة مستشفى الأهلي العربي المعمداني، وسط مدينة غزة، وتوافد عشرات من الشهداء والجرحى على مجمع الشفاء الطبي جراء القصف.