دماء وبقايا أحذية، وصور لأطفال ملقاه على الأرض، لافتة تحمل اسم القديس برفيريوس، هو كل ما تبقى من كنيسة الروم الأرثوذكس التي قصفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى الذين جرى نقلهم إلى مجمع الشفاء الطبي الذي يبعد قليلًا عن مكان القصف.
قصف كنيسة الروم الأرثوذكس
كنيسة الروم الأرثوذكس استخدمها المسلمون والمسيحيون كملجأ لهم بعد أن قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة بيوتهم، فظنوا أن دور العبادة بمنأى عن قذائفهم وصواريخهم، لكن إسرائيل لم تترك منشأة طبية ولا دار عبادة ولا منازل مدنيين إلا وقصفتها وهجرت ساكنيها، لتظل مجزرة الكنيسة التي تبعد أمتار قليلة عن مستشفى المعمداني الذي جرى قصفه قبل 48 ساعة، وراح ضحيته ما يزيد عن 550 شهيدا، شاهدة هي الأخرى على جرائم العدو.
شباب وكبار ونساء وأطفال كان يحتمون في كنيسة الروم الأرثوذكس، لكنهم فوجئوا بضربها وفق أحد الناجين من قصف الكنيسة: «ضربوا الكنائس ما بنعرف ليش، حذروا الكهنة بترك الكنيسة لكنهم رفضوا وما راح نسيب أراضينا ولا وطنا، باقون حتى النفس الأخير، مدافعون عن كل شبر رغم التهديدات».
مواطنون يرفضون قصف كنيسة الروم الأرثوذكس
سيدة ترتدي زيا باللون الأسمر، ظهرت باكية في فيديو تداولته وسائل إعلام فلسطينية، رافضة قصف الكنائس: «مرفوض ضرب الكنائس، كنا نصلي من أجل بلدنا وضربوها فوق رؤوسنا، كله راح يجري على برة لكن في ناس تحت الأنقاض».
لم تكن تلك المشاهد وحدها هي التي رصدت آثار الدمار داخل كنيسة الروم الأرثوذكس، إنما دماء سيدة ورجل ظهرا في مقطع فيديو متداول، بينهم رجل أغرقت الدماء ملابسه، لكنه ظل صامدا في وجه قوات الاحتلال: «ما راح نتخلى عن بيوتنا وأرضنا»، بينما ظهر شاب وهو يحتضن سيدة تملأ الدماء ملابسها، غير مصدق أنها نجت من صواريخ العدو.
كنيسة الروم الأرثوذكس، المعروفة باسم «بورفيريوس» التاريخية تقع بقطاع غزة، تحدت قوات الاحتلال الإسرائيلي وقامت بإيواء المتضررين والمشردين والمنكوبين من أهالي غزة متحدية التحذيرات التي جائتها من قبل القوات الإسرائيلية.