| معلومات عن قديس كنيسة الروم الأرثوذكس بعد قصفها من الاحتلال.. كان أسقفا لغزة

لا زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس جرائمه الوحشية في حق الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة؛ فبعد أيام من قصف مستشفى المعمداني وسقوط أكثر من 670 شهيدًا فلسطينيًا ومئات المصابين، قصف أمس كنيسة الروم الأرثوذكس لقتل النازحين الذين احتموا بها، رغم أنها تعتبر من أشهر الكنائس في قطاع غزة؛ لكونها على اسم القديس برفيريوس المُلقب بـ«شفيع مدينة غزة».. فمن هو القديس برفيريوس؟ وما هي قصته؟

كنيسة القديس برفيريوس

بحسب ما ورد في موقع الشبيبة الأرثوذكسية العربية، فإن كنيسة القديس برفيريوس تقع على مساحة ما يقارب 216 مترًا مربعًا، في أحد أقدم الأحياء الشعبية بغزة وهو حي الزيتون إذ أنها بنيت معانقةً جامع كاتب ولايات في هذا الحي العريق، لها بابان رئيسيان: الباب الغربي المؤدي إلى المدخل الرئيسي للكنيسة والباب الشمالي، وقد فتح لها باب إضافي حل محل الشباك الجنوبي من أعلى، ليكون مدخلاً ثالثً للكنيسة، وهو مؤدي إلى الطابق العلوي عبر درجين يمتدان نزولاً إلى قاعة المدخل الرئيس التي تمتد إلى الهيكل.

واستغرق بناء كنيسة القديس برفيريوس المُلقب بـ«شفيع مدينة غزة» ما يقارب خمس سنوات من عام 402 م وحتى عام 407 م حيث دشنت هذه الكنيسة باسم كنيسة أفظوكسيياني نسبة إلى الإمبراطورة أفظوكسييا، وبعد موت القديس برفيريوس سميت باسمه.

حياة القديس برفيريوس

وأما عن حياة القديس برفيريوس، قديس كنيسة الروم الأرثوذكس التي تم قصفها أمس على يد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد وُلد في مدينة تسالونيك في اليونان سنة 347 م، وعند بلوغه سن الثلاثين أتى إلى مصر وعاش خمس سنوات ناسكًا، ومن ثم ذهب إلى القدس وزار الأماكن المقدسة فيها، وسكن في البرية المجاورة لنهر الأردن ناسكًا حتى عام 382 م حيث مرض، فأتوا به إلى مدينة القدس وأقيمت صلاة خاصة من أجله وشفى تمامًا.

وفي عام 392 م سُيم القديس برفيريوس كاهنًا وعمل خوري في كنيسة القيامة، وبعد ثلاث سنوات أي في 18/3/395 م سيم مطرانًا لمدينة غزة حيث كان المسيحيون في مدينة غزة قلة، وكانوا يشهدون للمطران بالقداسة وحنكة الوعظ فاختير لتعليم الناس ولتأسيس كنيسة غزة.

وفي 21/3/395 ميلادية نزل إلى غزة برفقة الشماس مرقص الذي كتب قصته – لأنه كان معه طيلة أيام حياته في مدينة غزة – ولأن معظم الناس في غزة في ذلك الوقت كانوا غير مسيحيين رفضوا استقباله، ووضعوا الحجارة والقاذورات في الشارع المؤدي إلى مدينة غزة، وفقًا لِما ورد على موسوعة «أرثوذكس ويكي» المسيحية.

ولأن الوثنين اضطهدوا المسيحيين بشدة، فقد أرسل القديس برفيريوس الشماس مرقص برسالة إلى القسطنطينية (إسطنبول) ليسلمها للقديس يوحنا الذهبي الفم الذي كان بطريركًا في ذلك الوقت، الذي أخبر الإمبراطور أركاديوس بأحوال المسيحيين في غزة، فأصدر الإمبراطور أوامره بإغلاق أماكن عبادة الأوثان في المدينة، وفي عام 402 م سافر المطران برفيريوس والمطران يوحنا مطران كيساريا إلى القسطنطينية عند البطريرك يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية، حيث ذهبوا معه إلى مقر الإمبراطورة أفظوكسييا زوجة الإمبراطور أركاديوس لطلب المساعدة، ورغم أنها كانت على خلاف مع القديس يوحنا إلا أنها كانت تعمل الخير فباركوها وتنبأوا بأنها ستنجب طفلاً، فوعدت إن صدقت النبوءة أن تساعدهم، وكان لها نفوذ عند زوجها الإمبراطور وفي نفس السنة أنجبت الإمبراطورة طفلاً.

وفاة القديس برفيريوس عن عمر 73 عامًا

في سنة 420 م توفى القديس برفيريوس عن عمر 73 عامًا، و دفن جسده في الكنيسة وما يزال قبره فيها حتى اليوم وصار اسم الكنيسة بعد وفاته كنيسة القديس برفيريوس، وفي 10 مارس من كل عام يحتفل المسيحيون في غزة بعيد هذا القديس، الذي لقبوه بـ«شفيع مدينة غزة».