طماطم وباذنجان وفلفل وخيار، متراصة على شكل علم فلسطين، على منضدة خشبية داخل محل بسيط، تلك كانت أدوات محمد جمال الفيومي، البالغ من العمر 26 عامًا، من أجل دعم الأشقاء الفلسطينيين. بعد تواصل القصف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ فكر البائع في كيفية دعم أطفال وشباب ونساء غزة، انطلاقًا من إيمانه بحقهم في العيش ووقف الحرب التي قضت على الأخضر واليابس، فلم يجد سوى رسم علم فلسطين بالخضروات تضامنًا معهم.
علم فلسطين بالخضراوات
في زاوية بشارع عمر لطفي المتفرع من عباس العقار بمدينة نصر، يقع محل محمد الفيومي الذي يبيع خضروات وفاكهة به منذ عامين، الذي قرر دعم الأشقاء الفلسطينيين برسم علم الدولة المحتلة بالخضروات: «جبت بضاعة بفلوس كتير الصبح طازجة، وقررت أدعم فلسطين برسم علمها بالخضروات والفاكهة، قعدت أفكر إزاي أدعمهم في المحنة الصعبة والكارثة اللي بيمروا بيها، لقيت إني ممكن أدعمهم برسم العلم بالخضار والفاكهة وأطلع ربح البضاعة للأسر غير القادرة، يبقى دعم فلسطين وأسر مصر الأكثر احتياجا في نفس الوقت»، وفق حديث «محمد» لـ«».
مائدة تحمل الكثير من الخضروات، رُسمت على شكل هيئة علم فلسطين، ورغم ثمنها الكبير، إلا أن «محمد» رفض الاستفادة من الربح: «رسمت علم مصر إمبارح وكانت الناس اللي جاية تشتري مني بتقولي بيع لينا من الفاكهة والخضار دول، وأنا أقولهم إن الترابيزة مخصصة لدعم أخواتنا في فلسطين، وآخر اليوم بوزععها على الأسر الأكثر احتياجًا لأنها لله».
دعم الأشقاء الفلسطينيين
لم تكن المرة الأولى التي يدعم فيها محمد، فلسطين، بل كرس صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، لمناشدة العالم بدعم فلسطين: «أنا دايما بكتب على صفحتي دعم لأهالينا في فلسطين، لكن ما كنتش عارف أعمل إيه لحد ما جاتلي فكرة رسم علمهم لدعمهم، وفي ناس كتير كانت بتقولي طيب بيع الخضروات وأنا أقول لا، وناس إمبارح كانت بتيجي تتصور معايا ومع الحاجة اللي مرصوصة بشكل علم فلسطين».
سمح «محمد» لحارس العمارة أن يلتقط صورا بجانب الخضروات والفواكه، لكنه لم يتوقع انتشارها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي: «الحارس جه قالي هرص معاك البضاعة على هيئة علم مصر، وفجأة الصور انتشرت، وأنا رسمت علم فلسطين دعما لأخواتنا في غزة، وبتمنى من كل البائعين يعملوا كده، وده أقل حاجة ممكن أقدمها ليهم، وكل يوم هعملها لحد ما فلسطين تتحرر».
فكرة رسم العلم الفلسطيني بالخضروات والفواكه جاءت تلقائية من «محمد»، ووثقها جعفر سالم، الذي يعمل كمدير في لإحدى الشركات العقارية، وفق حديثه الخاص لـ«»: «كنت راجع من الصلاة وفجأة لفت انتباهي شيء عظيم، شاب صغير عامل فرشة الخضار بتاعته داخل محله على هيئة علم فلسطين، ورافض يبيع منها للناس، فقلت لازم أصوره علشان دعمه لأخواتنا في فلسطين، وأظهر قد إيه شعبنا العظيم قلبه مع أخواتنا في فلسطين، كلنا نرفض الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة».