بصوت متهدج حزين نبراته مليئة بالحزن والأمل والصمود والثبات في نفس الوقت، روى كريم أبو الروس، شاب فلسطيني يقيم بإحدى الدول الأجنبية، مأساة عائلته التي استشهد منها 17 فردا نتيجة القصف الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، فالحرب المستمرة منذ 12 يوما لم تفرق بين طفل أو امرأة أو شاب أو فتاة، قضت القذائف الإسرائيلية على الأخضر واليابس داخل المدينة المنكوبة، حوَّلت المنازل إلى ركام لم يستطع الأهالي إنقاذ ذويهم من أسفلها.
الحرب على غزة وإبادة العائلات
«ودعت عائلتي لكن أفرادها سيبقون أحياءً، فقدتهم لكنهم باقون في قلبي إلى الأبد، أنظر إلى صورهم وأتذكر لحظاتي معهم، أرى أمامي كيف كانت تتصرف أختي معي، وكيف تربينا على أكلات عمتي الشهيرة، وضحكنا ولعبنا سويا، أحزن حين أطالع البث المباشر لعمليات هدم منازلنا، لكنني على يقين أن عائلتي ليست أرقاما فقط بين كل ما يحدث»، كلمات قالها «كريم»، لـ«»، ناعيا بها أسرته التي فقد 17 فردا منها حتى الآن، حيث قذفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم بفلسطين.
عيد أبو الروس الشهير بأبو رامي، آخر شهداء عائلة أبو الروس حتى الآن، حيث استشهد في قصف منزله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح الفلسطينية، ونعاه «كريم» قائلا: «عنيد يا أبو رامي وكوفيتك ستشهد لك حتى في موتك»، بينما لم تتوقف كلماته المؤثرة ونعيه الذي تناقلته حسابات السوشيال ميديا، إذ نعى أخته قائلا: «كابن حي لهذه العائلة سأكتب كي لا تكون عائلتي أرقامًا، أعدكِ يا هديل يا حبيبتي أنكِ لن تكوني رقمًا في شريط الأخبار».
فلسطيني ينعى أسرته بكلمات مؤثرة
«هذه أختي هديل، أختي الكبيرة، هي مَن ربتني وعلمتني، هي مَن كانت توصلني إلى المدرسة وترجعني إلى البيت، هي مَن كانت ترتب لي الألعاب حين كنت صغيرًا وتدافع عني في مناوشات الطفولة، هي مَن كانت تدافع عني أمام غضب أمي من مشاكستي، أختي هديل التي علمتني كيف أحب المرأة وأحترمها وأقدس حريتها وحقوقها، أختي هديل مَن عرَّفتني على الكتاب والقراءة ومَن كانت تشتري لي روايات حين كان مصروفي في المدرسة قليلًا»، كلمات مؤثرة دوَّنها «كريم» عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
«فقدت عائلتي التي تربيت معها في منزل واحد، ودُفنوا معا في مقبرة جماعية، أتمنى ألا تُقصف هي الأخرى، لكن الأمل ما زال يراودني في أن بلدي العزيز ستنتصر على العدوان الغاشم، سنعود إلى فلسطين يوما رافعين أعلامها التي سترفرف فوق أرضها من جديد، سنعود وسنعلم أولادنا وأحفادنا أن هذا هو وطننا الذي لن ينكسر مهما طال الزمن»، قالها «كريم»، بعد فقدان 17 فردا من أسرته نتيجة العدوان الإسرائيلي.