| مشاهد مؤلمة من وداع شهداء كنيسة الروم الأرثوذكس.. دموع وأحضان وصلوات

جثامين متراصة إلى جانب بعضها البعض على ترابيزات سُجيت في ساحة كنيسة الروم الأرثوذكس التي تعرضت للقصف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أول أمس وسط غزة، ما أدى لارتقاء 18 شهيدا، لتدق أجراس الحزن داخل الكنيسة المهدمة قبل أن يترأس المطران أليكسيوس والأب سيلاس صلاة الجنازة على الشهداء، لتكون تلك الجريمة شاهدة على غدر إسرائيل وعلى المجازر التي ترتكبها بحق المدنيين العُزل الذين لا ذنب لهم.

شهداء كنيسة الروم الأرثوذكس 

مساء الخميس كان الجميع يتأهب لأداء الصلاة داخل كنيسة الروم الأرثوذكس التي تبعد أمتار قليلة عن مستشفى المعمداني الذي جرى قصفه قبل يومين من حادث الكنيسة، وذلك من أجل أن ينقذ الله البلاد من الحرب التي قضت على الأخضر واليابس، ليتفاجأ المسيحيون بقذائف وصواريخ طالت كل شبر بالكنيسة، وفق رامي نترزي الذي فقد 8 أشخاص من عائلته في القصف المدمر: «ما كان بدهم شيء، غير إنهم يصلوا ويتضرعوا إلى الله لعله ينجينا مما نحن فيه، فجأة قصفت الصواريخ الكنيسة التي اعتقدنا أنها ملاذ آمن لنا على حد سواء، مسلمين ومسيحيين، لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف الكنائس والمساجد لأن فيها عدد كبير من المدنيين ظنوا أنها آمنة».

طفلة لم يتعدَ عمرها الـ8 أعوام، كانت بين شهداء عائلة «ترزي»، التي استهدفتها قوات الاحتلال داخل كنيسة الروم الأرثوذكس وسط غزة، لتكون دماؤها الطاهرة شاهدة على توثيق جرائم الاحتلال التي تستهدف بالأساس الأطفال والنساء والعجزة، وفق «رامي»: «إلين بنت أخويا وأخويا وولاده وأختي، كلهم راحوا في القصف المدمر، رصيناهم جنب بعض ودفناهم مع بعض، ما كنا نتوقع إن الاحتلال الغاشم يستهدف نساءنا وأطفالنا اللي لا سلاح ولا حتى حجارة معهم، فقط كانوا عاوزين يعيشوا في أمان».

مشاهد مؤلمة من وداع شهداء كنيسة الروم الأرثوذكس

أحضان ودموع وصلوات، كان المشهد الأبرز أثناء تشييع جثامين 18 من شهداء مجزرة كنيسة الروم الأرثوذكس بوسط غزة، وفق «رامي»: «الستات ما كانت قادرة تمسك نفسها، عياط وانهيار وما كانوا عاوزين يسيبوا جثامين لوادهم خاصة الأطفال، وحتى زوجة أخي ضلت تصرخ وتقول سيبوا ولادي، سيبوا أهلي، كان بدنا نعيش، كان بدنا نحيا، كان بدنا نحضن بعض، كان بدنا نتجمع تاني بعد بيتنا ما اتقصف».

 

مشاهد مؤلمة عاشها المسيحيون وإلى جوارهم المسلمون، خلال الوداع الأخير لشهداء مجزرة كنيسة الروم الرثوذكس بوسط غزة، وفق «رامي»: «إحنا ما في فرق بينا مسلمين ومسيحيين كلنا في الحزن مع بعض، مصابنا واحد وآلامنا واحدة، فاجعتنا على أرضنا واحدة، وما نترك أرضنا ولا أهالينا، بس المؤلم هو فراق الأحبة».