شباب في عمر الزهور، راحوا ضحية الهجوم الغاشم لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وما يزال العدوان الوحشي يحصد مزيدا من الأراوح، فمن يودع أهله وأصدقائه اليوم إلى الجنة، يكون شهيدا في اليوم التالي، وقبل أيام قليلة ودع الصحفي رشدي السراج صديقه إبراهيم لافي، الذي استشهد في قصف إسرائيلي، إذ كتب كلمات مؤثرة في وداع صديق عمره عبر «فيسبوك»: «رحل ساعدي إبراهيم.. عاش رجلا ومات رجل بالكامل.. يحزنني فراقك ويحزنني مغيبا عنك.. إلى رحمة الله».
استشهاد الصحفي رشدي السراح
كانت إسرائيل قد اغتالت عديد من الصحفيين في غزة منذ بداية العدوان الغاشم على القطاع، بينهم أكثر من 10 صحفيين في أسبوع واحد، معظمهم كانوا مع ذويهم في منازلهم بالقطاع، قبل أن يستهدفهم الطيران الإسرائيلي الغاشم، من بينهم إبراهيم فلأفي المصور بوكالة عين ميديا، الذي ارتقى يوم 7 أكتوبر الجاري، مع بداية عملية طوفان الأقصى، خلال تصويره ما يجري عند حاجز بيت حانون (معبر إيريز)، وهو ابن قيادي بالفصائل الفلسطينية محمد لافي، ليلحق به صديقه الصحفي رشدي السراج مصور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، بعد 15 يوما فقط.
الصحفي رشدي السراج.. «البطل كما يجب»
يشار إلى أن الصحفي رشدي السراج من مؤسسي شركة «عين ميديا» في غزة، وأحد أكثر الصحفيين الفلسطينيين شهرة، استشهد وأصيب عدد من أفراد أسرته في غارة جوية على منزل والده الواقع في حي تل الهوى غربي مدينة غزة أمس الأحد، بحسب ما أعلنته زوجته شروق العيلة ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، وفقا لوكالة «وفا»، في حين أن زوجته وابنته البالغة من العمر عاما واحدا أصيبتا بجروح، بحسب «راديو فرنسا».
وعمل الصحفي رشدي السراج، كمنسق ومترجم للصحفيين الأجانب في الإذاعة ية العامة الفرنسية وراديو فرنسا، وعمل مع مراسليها منذ مايو من عام 2021، وفقا للإذاعة الفرنسية، وأثار حزن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفوه بأنه «البطل كما يجب أن يكون».
غزة في مرمى النيران منذ 16 يوما
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم السادس عشر على التوالي، استهداف غزة بقذائف الطيران الإسرائيلي، ما أسفر عن اختفاء عائلات بأكملها من الجد إلى الأحفاد، ودمار أحياء بالكامل، وأسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، بخلاف إصابة 14245، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية ، وكان آخر الشهداء الصحفي رشدي السراج.