| نازحو مستشفى القدس يصرخون بعد التهديد بقصفه: بقى دارنا وما راح نسيبها

خوف ممزوج بالعزيمة والأمل، يتحلى به الفلسطينيون النازحون إلى مستشفى القدس، بعد مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبتها قوات الاحتلال قبل أيام قليلة، في قطاع غزة بفلسطين، لكن ترك الأرض بات أمرا صعبا على الفلسطينيين، وفق سيف أبو النجا، أحد النازحين إلى مستشفى القدس، لـ«»: «ما عد لينا مكان نروحه، ها المكان فكرنا إنه آمن، لكن ما في مكان آمن في غزة كلها، إحنا وين نروح؟ ما راح نترك أرضنا وما راح نسيب المشفى للعدو».

مشاهد مؤلمة للشهداء من الأطفال والنساء والمصابين والمفقودين تحت الركام، وأكفان مصطفة على الأرض لضحايا المجزرة، حتى بدأت إسرائيل تلوح بقصف مستشفى القدس الذي يحوي أكثر من 12 ألف نازح فلسطيني، لكن صمود الفلسطينيين ربما يكون سببا في عدم قصف المشفى، وفق رقية الحجازي، إحدى النازحات إلى مستشفى القدس: «ما راح نسيب أرضنا، ولا المشفى اللي بنعالج فيها ولادنا».

تحذيرات بإخلاء مستشفى القدس

انقطاع الكهرباء، ونقص الإمدادات الطبية، من مستشفيات غزة من بينها مستشفى القدس، كان سببا لقيام عشرات الأطباء في إجراء الجراحات دون تخدير، فضلا عن علاج المئات من الجرحى والمصابين، إضافة إلى إيواء آلاف النازحين، حتى بعد تلقي إدارة المستشفيات المختلفة إنذارات من إسرائيل يهددها بالقصف، إذا لم يتم إخلائها دون تحديد سقف زمني، وفق ما أفاد به المركز الرسمي الفلسطيني للإعلام.

قبل ساعات قليلة، تلقى مستشفى القدس الذي ضم ما يقرب من 12 ألف نازح، إضافة لمئات من الجرحى والمصابين، 3 إنذارات خلال ساعة واحدة قبل تعرض محيطه للقصف من الطيران الإسرائيلي منذ ساعات قليلة، ويضم مجمع الشفاء الطبي أكبر عدد من الجرحى والطواقم الطبية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

مطالب بإخلاء مستشفى القدس دون تحديد سقف زمني

جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب من مستشفى القدس بقطاع غزة ضرورة الإخلاء دون تحديد سقف زمني محدد، وسط مخاوف من تكرار مجزرة مستشفى المعمداني التي راح ضحيتها أكثر من 800 فلسطيني بحسب ما ذكرت نيبال فرسخ مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريحات صحفية سابقة، بعد أن تعرض قطاع غزة الليلة الماضية لقصف متواصل استمر لساعات دون توقف في ليلة أطلق عليها إعلاميا «الليلة الأعنف» على غزة، ليرتفع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلى 4651 قتيلا و14245 مصابا، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

هل يمكن إخلاء مستشفى القدس؟         

3 إنذارات من جيش الإسرائيلي لمستشفى القدس، وقصف محيطها ليس كافيا لتغيير حقيقة استحالة الإخلاء، بحسب تصريحات تليفزيونية لمدير العمليات بالهلال الأحمر الفلسطيني عبد العزيز أبو عيشة، مؤكدا أن عملية إخلاء مستشفى القدس في الوقت الراهن مستحيلة في ظل تواجد أعداد كبيرة بداخلها تقدر بحوالي 12 ألف نازح وأكثر من 400 مريض، بالإضافة إلى أنها تضم أيضا أعدادا كبيرة من الأطفال والنساء.

لا توجد أماكن آمنة بقطاع غزة يمكن إجلاء المرضى والنازحين والطواقم الطبية في مستشفى القدس إليها، وفقا لمسؤول الهلال الأحمر الفلسطيني، كما أن خسائر فادحة متوقعة للقصف المحتمل، خاصة أن مستشفيات غزة تعاني بالفعل من ظروف قاسية، ما تسبب في إجراء العمليات الجراحية دون تخدير، نتيجة النقص الشديد في الدواء، فضلا عن نفاد كثير من المستلزمات الطبية والوقود المطلوب لتشغيل بعض الأجهزة، نتيجة الاستهلاك المتزايد في ظل ارتفاع أعداد المرضى والمصابين في الانتهاكات المستمرة على قطاع غزة.