| آخر ما تبقى للصحفي معتز العزايزة في حطام بيته.. «ماتت الأسرة وعاشت لعبته»

في خليفة المشهد بيوت منهارة، ووسط الركام أشجار النخيل حية تأبى الموت، أما المشهد فهو فيديو قصير لشاب في مقتبل العمر يحمل بيده «دمية حمراء»، وفي الأخرى كاميرا سمراء؛ ليس وصفًا لمشهد سينمائي تعرضه شاشات هوليوود، لكنها حياة الصحفي الفلسطيني، معتز العزايزة، الذي أبدى سعادته لإنقاذ لعبته التي سرق بها فرحة خاطفة من الحياة التي أفقدته جميع أفراد عائلته.

ونشر «العزايزة» تلك الذكريات الباقية من بيته الغالي في مقطع فيديو قصير عبر موقع تبادل الصور والفيديوهات القصيرة «إنستجرام» وعلق عليه قائلًا «لسا عايشين»، ليتخطى الفيديو الـ5 مليون مشاهد حتى الآن، وفي مقطع آخر حمل صورة لوالدته تظهر الفرق بين الماضي والحاضر.

راحت الأم والحديقة 

في بداية الحرب على قطاع غزة؛ دخل الصحفي الفلسطيني معتز العزايزة إلى البيت بعدما أُخبر بتغطية خبر قصف أحد البيوت، فوجد الخبر هو استشهاد جميع أفراد عائلته، بدت كسرة القلب واضحة على ملامح الصحفي الشاب، وبعد أيام من المذبحة التي دمر فيها الاحتلال الإسرائيلي بيته جراء القصف، عاد إلى ما تبقى له من ذكريات، حاملًا بيده صورة قديمة لوالدته التي تسقي أزهار حديقتهم وترتدي فستانًا أبيض، وبالتدريج اختفت الصورة وظهر ركام البيت حيث لا وجود للأم، الورد أو الحياة، فقط رماد البيت المندثر من حوله.

لعبته القديمة

وتحت الإنقاض ظهرت دميته الحمراء، وهي ما رسم الفرحة على وجه «العزايزة» الذي شبه تماسك اللعبة في ظل الخراب وعمليات الإبادة التي تمارسها إسرائيل في فلسطين بصمود الشعب ومقاومته وعلق على مقطع الفيديو الذي نشره يوثق فيه سعادته بالعثور على اللعبة قائلًا: «ما زلنا على قيد الحياة.. حتى الآن، يتخطى الفيديو بعد ساعات من نشره الـ5 مليون مشاهدة».

وسرعان ما انتشرت صور الصحفي عبر منصات التواصل الاجتماعي، لينال الكثير من الدعوات والدعم لنقله الأحداث واستمرار عمله برغم ما أصابه. منهم من قال له «تستحق جائزة معتز» وآخرون دعوا له أن يحفظه الله.