محمد جمال.. شاب من ذوي الهمم
أفقده نقص الأكسجين بعد ولادته مباشرة القدرة على الحركة بشكل سليم، وأصابه بشلل بأطرافه وصعوبة في النطق والتحدث، ورغم كل هذا عاش منذ حينها راضيا بالمصير الذي اختاره الله سبحانه وتعالى له، لكن التنمر الذي يتعرض له بالكثير من المواقف بسبب وضعه والكرسي المتحرك الذي لا يفارقه، جعله غير قادر على تحمل كل هذا، والحديث هنا عن محمد جمال أحد شباب ذوي الهمم.
محمد جمال، 29 عاما، أحد شباب ذوي الهمم ويعيش بمدينة المحلة رفقة والداه ويعاني من إعاقة حركية منذ ولادته، ولا يستطيع الذهاب إلى أي مكان دون استخدام رفيق دربه الكرسي المتحرك.
ويقول «محمد»، لـ«»: «عمري ما اتضايقت من إعاقتي بالعكس راضي بيها تمام وبحمد ربنا على قدره، بس نظرة الناس والمجتمع بتقتل».
يتعرض للتنمر
ويؤكد صاحب الـ 29 عاما، أنه يتعرض للتنمر ومواقف غير جيدة كثيرا وطوال الوقت، موضحا أن كثيرا من الناس لا تعرف شيئا عن ثقافة التعامل مع ذوي الهمم، «لحد دلوقتي بيقولوا علينا المعاقين».
ويحكي «محمد» عن الكثير من المواقف التي شعر خلالها أنه تعرض فيها للتنمر، كاشفا أن عددا ليس بالقليل من الناس يتعاملون معه كـ «درويش»، شخص بلا عقل غائب عن الدنيا ولا يدرك بها شيئا، «أنا أه مرحتش مدارس زيهم بس عقلي كبير ودماغي كويسة».
وبصوت حزين، يقول «محمد» إن الأمر لا يتوقف على ذلك، فأحيانا يُفاجأ ببعض الأشخاص يحاولون أن يعطوه أموالا كـ «حسنة» أو صدقة لمجرد أنه يجلس على كرسي متحرك، «الحركة دي بتضايقني جدا لدرجة أني بقعد أسأل نفسي هو أنا مش لابس كويس عشان أصعب عليهم، أنا عارف أن نيتهم أنهم بيحاولوا يساعدوا بس يا ريت الأول يتعبوا نفسهم ويعرفوا الشخص ده محتاج لمساعدة من نوعية زي كدا ولا لاء».
كرسي متحرك
الشاب العشريني يحاول دائما بشتى الطرق أن يعتمد على نفسه ويأمل أن يصبح في يوم من الأيام هو المتكفل بكل مصاريفه ولا يظل يعتمد على والديه في هذا الأمر.
ويكشف «محمد»، أنه في سبيل ذلك وبعد تدريب ذاتي طويل والكثير من التجارب الفاشلة، انتصر على الكرسي المتحرك ونجح في صعود ونزول سلم منزله بدون مساعدة من أحد، كما أنه حاول كثيرا التحصل على وظيفة للإنفاق على نفسه منها لكن الرد كان دائما «مش هينفع والأحس لحالته يقعد في البيت».
ويكمل: «مش عارف هفضل لحد إمتى معتمد على أبويا ومعاشه، مش المفروض إني راجل ولازم أون مسؤول عن نفسي ومبقاش مستني حد يصرف عليا حتى لو أبويا».
حلم الزواج
يحلم الشاب المحلاوي بالزواج، وأن يصبح لديه أسرة مثل غالبية الشباب من هم في سنه وأصغر منه أيضا، ويصبح في يوم من الأيام أبا، وأن يغيِّر الناس من نظرتهم لذوي الهمم، ويعرفون جيدا أنهم قادرون على تخطي الصعاب والنجاح بكل المجالات.
ويختتم «محمد» في نهاية حديثه مع «»: «نفسي ألاقي واحدة بنت حلال تحبني بجد وأحبها وأتجوزها، بس عارف أن ده كمان مش هيحصل، رغم أن الشرع والدين محللينه لكن المتنمرين بيحرموا الجواز علينا، وبيشوفوا اللي زينا مينفعوش يتجوزوا».