أحداث العنف المتسارعة في قطاع غزة، جعلت البعض يتساءل عما يمكنهم فعله لمساعدة الأهالي الذين يعيشون تحت الأنقاض وعلى ركام البنايات المتهدمة، فلجأ البعض إلى مقاطعة المنتجات الأجنبية كسلاح للتعبير عن رفضهم لجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد شعب فلسطين، ولم تقتصر المقاطعة على العرب وحدهم، ليظهر ما يسمى بحركة BDS.. فما هي؟
ما هي حركة BDS؟
BDS حركة احتجاجية لاعنفية عالمية، وحملة أمريكية تستهدف المقاطعة الاقتصادية والثقافية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، وتأسست هذه الحركة عام 2005، واستعادت حماسها مع تصاعد الأحداث الأخيرة منذ هجمات 7 أكتوبر، لتشجيع وقف إطلاق النار ومساعدة الفلسطينيين الذين يواجهون الغزو البري الوشيك لقطاع غزة، والضغط عليها للالتزام بالقانون الدولي، وزعزعة الدعم الغربي للحكومة الإسرائيلية، وفقا لصحيفة «vox» الأمريكية.
فكرة حركة المقاطعة BDS تم إلهامها من الكفاح ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وكلاهما استخدما المقاطعة بشكل فعال، كان الناشط المناهض للفصل العنصري في جنوب إفريقيا، رئيس الأساقفة ديزموند توتو، مدافعًا متحمسًا عن حركة المقاطعة، ووصف أوجه التشابه بين نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وإسرائيل بأنها «صارخة بشكل مؤلم»، وفقا للصحيفة الأمريكية.
هاشتاج المقاطعة يتصدر التواصل الاجتماعي
مقاطعة المطاعم الشهيرة وسلاسل الكافيهات التي تمت مقاطعتها بالعربي، تمت مقاطعتها أيضًا في الولايات المتحدة، بعد تصدر هاشتاج #BDSMovement، منصة إكس والتيك توك، وأصبح المواطنون بالولايات المتحدة يتسابقون في الإشارة إلى تسمية العلامات التجارية التي لها علاقة دولة الاحتلال الإسرائيلي.
الحملة لم تشمل الشركات الإسرائيلية فحسب بل امتدت للشركات العملاقة غير الإسرائيلية التي أعلنت دعمها لقوات الإحتلال الإسرائيلي، مثل شركة هيوليت باكارد، وهي أمريكية تبلغ قيمتها أكثر من 25 مليار دولار وتشتهر بخط طابعاتها، لأنها وفرت تكنولوجيا HP ساعدت دولة الإحتلال في مراقبة وتقييد حركة الفلسطينيين من خلال تنفيذ نظام الهوية البيومترية، كما شملت الامتناع عن العمل مع الجامعات والأكاديميين والموسيقيين والفنانين الإسرائيليين.
مقاطعة ثقافية
وفي وقت سابق من هذا العام، ألغى المغني البريطاني سام سميث حفلا في دولة الاحتلال بعد رفض حركة المقاطعة، ومن بين الفنانين الآخرين الذين ألغوا أو أجلوا عروضهم في إسرائيل إلفيس كوستيلو في عام 2010، ولورين هيل في عام 2015، ولانا ديل ري في عام 2018.
وفي عام 2018 أيضًا، ألغت «لورد» عرضًا في تل أبيب بعد أن دعاها النشطاء للانضمام إلى مقاطعة دولة الاحتلال.
سحب الاستثمارت
الدعوة إلى سحب الاستثمارات تضغط على الشركات لرفض التعامل مع الشركات الإسرائيلية، ولحث المستثمرين على حجب رؤوس أموالهم، ولعدم استخدام البنوك وصناديق التقاعد أموال العملاء للاستثمار في الاقتصاد الإسرائيلي التي قامت بها حركة المقاطعة BDS، نجحت في دفع صناديق التقاعد الحكومية في لوكسمبورغ ونيوزيلندا والنرويج إلى سحب استثماراتها من إسرائيل، بحسب صحيفة «vox» الأمريكية.