«ن سباتس أمام الباب البحري لجنينة الأزبكية»، كلمات دونتها صحيفة الأهرام في نوفمبر 1909، موثقة من خلالها حكاية أقدم مشروب غازي عرف في مصر، الذي ظهر في معمل صغير بشارع إفيروف بالإسكندرية، وصاحبه هو نيكولا سباتس، الذي عمل معه ابن أخيه «سبيرو سباتس» لأعوام.
كيف ظهر أول مشروب غازي في مصر
وفي أول إعلان ترويجي كشفت السطور أن «ن سباتس»، لا يمكن لأحد تحضير مثلها وصاحبها قد اكتسب ثقة الجمهور في مصر، بعدما شاع أن مياهه الغازية مشهورة بنقاوتها وصفائها وحسن طعمها، مرجحة ذلك: «لأنها تُصنع من الماء المرشح بطريقة باستور، ومن المواد الجيدة وآلاتها من أحسن طراز».
ونال «المسيو سباتس» الشهادات الكثيرة لاجتهاده في تحسين مياهه الغازية ومنها: «جميع أصناف الكازوزة المستخرجة من البرتقال والرمان والأناناس والبنفسج، ومن أجناس أخرى مرطبة وشراب من جميع أصناف الفاكهة وشاي ثرابونا من أعلى درجة».
لماذا اعتمد على النحلة في شكل «سباتس»؟
وكان أول طعم ظهرت به «سباتس» هي الليمونادة، ووقتها كان «سبيرو» يعمل بمعمل عمه بعدما جاء إلى مصر عام 1858 من أجل الدراسة، بحسب ما أكده يوسف طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة سبيرو سباتس، مشيرا إلى أن بلدته اليونانية اشتهرت بإنتاج عسل النحل فضلا عن عمل الخواجة اليوناني بالزراعة ومناحل العسل في جزيرة سيفالونيا اليونانية،؛ ليعتمد على شكل النحلة بعد ذلك بعدما تم تطوير المنتج في عام 1920.
وقد اكتسب «سبيرو سباتس» خبرة صناعة المشروبات الغازية وفي عام 1920، أنشأ مصنع «سبيرو سباتس» للمياه الغازية والشربات في شارع خليج الخور المتفرع من شارع عماد الدين بالقرب من ميدان باب الحديد في وسط القاهرة؛ ليطور الخواجة اليوناني من صناعته ويظهر مجموعة من الأطعمة التي نالت إعجاب الكثير من المواطنين، حتى إنها أصبحت المشروب الرسمي في حفلات قصر الملك فارق.
واستمر العمل بالمصنع وحصل صاحبه «سباتس» على العديد من الجوائز، كان أهمها عام 1941 حينما حصل على ميدالية ملك مصر «فاروق الأول»، في المعرض النوعي الثاني للصناعات، متفوقا في ذلك الوقت على أكثر من 56 مصنعا صغيرًا لصناعة «الكازوزة» والصودا والشربات.