| مأساة طبيبة فلسطينية.. ذهبت لإنقاذ ابنتها المصابة لتصدم بوفاة نجلها

تخطو بين أرجاء المستشفى، تلبي نداء المصابين، تخدم كل مصاب يصبح أمامها وقلبها يخشى في كل مرة أن يكون أحد من أسرتها بين الشهداء؛ ليكتب لها القدر ما كانت تخشى منه، فحينما كانت تتابع توافد الجرحى الذين وقعوا ضحايا لقصف الاحتلال الإسرائيلي لمحيط المستشفى الإندونيسي، لمحت عيونها ملامح ابنتها على حمالة المصابين؛ لتهرول مسرعة لا تعلم ما يحدث من هول الصدمة عليها. 

فقدان طبيبة فلسطينية لابنها

صراخ وعويل هز أرجاء المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، وثقت مقطع فيديو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، الجميع يحاول لحاقها وهي تجري مسرعة وعلى لسانها كلمة وحيدة «بنتي»؛ لتقف لحظة أمامها ومن حولها يطمئنها بأنها على قيد الحياة، لكنها لم تكن تعلم أنها تفقد قطعة مختلفة منها على الجانب الآخر «ابنها». 

الطبيبة الفلسطينية غادة أبوعيدة، فقدت وعيها في لحظتها بعد انهيار عصبي مرت به لدقائق، حاول من حولها إسعافها بينما ارتمت بعد إفاقتها بين أحضان زميلاتها، لا تجد كلمات تعبر عن ألمها وحزنها.

فيديو يوثق حالة الممرضة غادة أبوعيدة

وفي فيديو آخر، وثق المراسل الفلسطيني أحمد البرش، ما حدث مع «أبو عيدة»، ونشره عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، قائلا: «إن الدكتورة غادة أبوعيدة، أحد الكوادر الطبية في المستشفى الإندونيسي تتلقى نبأ استشهاد ابنها في مجزرة الفالوجا على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، كما أصيب آخرون من أبنائها».

ووصف «البرش» ما يحدث مع الدكتور غادة أبو عيدة التي رفضت عدم الخروج من المستشفى منذ بداية الأحداث في قطاع غزة، لافتا إلى إصابة أبنائها واستشهاد ابنها ووالدتها جراء العدوان الإسرائيلي، فيما قالت إحدى زميلاتها: «أم أحمد تخدم كل الدنيا، وهي دلوقتي مصابة في أبنائها وزوجها غير موجود».