تنتشر دورات المياه العمومية الملحقة بالمساجد لكي يتوضأ المصلون، وفي بعض الحالات يدخل أحدهم ويلقي السلام على الذين يتوضؤون، فما حكم إلقاء السلام أثناء الوضوء، وهل يجب رده أم تركه، لاسيما وأن الوضوء للصلاة يعد من العبادات.
حكم رد السلام أثناء الوضوء
تقول دار الإفتاء المصرية، في فتوى سابقة، إن أمر إلقاء السلام على المنشغل بالوضوء وردُّه، أمرٌ مشروعٌ على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء؛ لإمكان الجمع بين فضيلتي ردِّ السلام وما هو فيه مِن الوضوء مِن غير أن يؤدي إلى قطع شيء تجب إعادته.
الكلام أثناء الوضوء
وحسمت دار الإفتاء المصرية، مسألة الكلام أثناء الوضوء بغير حاجة، هو من ترك آداب الوضوء عند الحنفية، ومكروه عند المالكيَّة؛ وخلاف الأولى عند الشافعيَّة والحنابلة.
قال العلَّامة ابن مازه الحنفي في «المحيط البرهاني» (1/ 48، ط. دار الكتب العلمية) في بيان آداب الوضوء: [ومن الأدب: ألَّا يتكلم فيه بكلام الناس] اهـ.
وقال العلَّامة ابن نجيم الحنفي في «البحر الرائق» (1/ 30، ط. دار الكتاب الإسلامي): [ترك كلام الناس لا يكون أدبًا إلَّا إذا لم يكن لحاجة، فإن دعت إليه حاجة يخاف فوتها بتركه لم يكن في الكلام ترك الأدب؛ كما في “شرح المنية”] اهـ.
وقال العلَّامة الدردير المالكي في «الشرح الصغير» (1/ 127-128، ط. دار المعارف): [ويكره الكلام حال الوضوء بغير ذكر الله تعالى] اهـ.
حكم إلقاء السلام وردّه أثناء الوضوء
أمَّا إلقاء السلام وردّه أثناء الوضوء فصرح فقهاء المالكيَّة والشافعيَّة بمشروعيته، وهو ظاهر كلام أكثر الحنابلة، بينما ذهب بعض الحنابلة إلى كراهة ذلك، وذهب محققو الشافعيَّة إلى أن ردَّ السلام حال الوضوء واجبٌ، تبعًا لما قرره العلَّامة ابن حجر الهيتمي.