| «عم حسن» صاحب أقدم وأشهر محل قصب في شبرا.. «مشاريب شهر رمضان ببلاش»

وجه نحيف، ملامح طيبة، ابتسامة هادئة وعينان لامعتان تُرحب بالزبائن.. هكذا ظهر «عم حسن»، صاحب أقدم وأشهر محل عصير قصب في منطقة شبرا الخيمة، وهو يجلس أمام محله الذي بدأ العمل فيه منذ أكثر من 30 عامًا، واستعان به في تربية أبنائه الثلاثة وتعليمهم.

«عم حسن» صاحب أقدم وأشهر محل قصب في شبر

«عم حسن» من أبناء محافظة سوهاج أتى مثل كثيرين غيره إلى القاهرة الكبرى بحثًا عن مصدر رزق منذ أكثر من 30 عامًا، ليجد ضالته في محل عصير قصب، أكسبه شهرة واسعة وحب كبير لدى جميع سكان عزبة أدهم بمنطقة بيجام شبرا الخيمة؛ نظرًا لمعاملته الطيبة وترحيبه بكل زبائن المحل حتى لو لم يملكوا مالًا: «الكل بيحبني، لساني دايمًا حلو مع الكبير والصغير، حتى اللي ممعاهوش فلوس بييجي أقوله عادي متشغلش مخك، اشرب».

حب كبير وتقدير يكنهما «عم حسن» لعمله؛ إذ يذهب إلى محله صباح كل يوم يفتح بابه يدخله بحب ووقار ملحوظين، ويتعامل معه كما لو كان «مسجدًا» على حد تعبيره، ثم ينتظر رزقه من الله، وأكثر ما يشغل وقته على مدار اليوم وحتى غلق المحل نظافة المحل والمشروبات المُقدمة للزبائن: «الزبون بيكون داخلك المحل وهو مش عارف الكوباية كان فيها إيه، فالموضوع كله أمانة بينك وبين نفسك، ومن كتر ما أنا الحمد لله بهتم بالنضافة بتطلع كباية عصير القصب من عندي زي الحليب الصافي».

تربية الأبناء وتعليمهم

من خلال العمل في محل القصب على مدار السنوات الطويلة الماضية، تمكن «عم حسن»، الذي يبدو في العقد السادس من عمره من تربية أبنائه الثلاثة وتعليمهم؛ ما كان سببًا لزيادة حبه لعمله وافتخاره به: «بحب المهنة وفخور بيها، والحمد لله اتنين من ولادي اتخرجوا من جامعات، وواحد دبلوم، وكمان ولادي أثناء دراستهم كانوا بييجوا يشتغلوا معايا»، مضيفًا أن ابنه الأصغر «علي» يعمل معه في المحل حاليًا بشكل دائم.

معاملة خاصة في رمضان

شعبية خاصة يتميز بها «عم حسن» خلال شهر رمضان الكريم؛ إذ يتعامل معه كفرصة لعمل الخير والتقرب من الله فقط، وليس لتحقيق الأرباح، ما يجعله يحرص على تخفيض أسعار العصائر، وفي مرات كثيرة يرفض تقاضي أي مقابل من زبائنه: «الشهر ده حلو أنا مش فيه عايز حاجة، ومصاريف الناس اللي بتشتغل عندي أنا اللي بطلعها».