حيرة وصدمة لحقت بعلماء المصريات، كلما أرادوا الكشف عن الألغاز التي تحاوط مقبرة توت عنخ آمون، تزامنًا مع مرور 101 عام على افتتاحها لأول مرة، إذ كانت حياة ملك مصر في العصور القديمة، محاطة بأسئلة لم ينجح أحد في الإجابة عنها طوال القرن الماضي، وما زالت محل اهتمام العالم منذ اكتشافها على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر وفريقه؛ واستغرقت عملية التنقيب بأكملها 10 سنوات، وتعتبر واحدة من أهم عمليات التنقيب في التاريخ.
أسرار عن مرض توت عنخ آمون
وبحسب ما ذكرته صحيفة «ذا صن» البريطانية، لا يزال الناس يتجادلون حول توت عنخ آمون بعد مرور أكثر من 3300 عام على وفاته؛ لتوضح صوفيا عزيز، عالمة مصريات في الطب الحيوي، وقد التقت بمومياء توت عنخ آمون وجهاً لوجه من قبل، بعض الأسرار والحكايات المرتبطة به.
في السنوات التي سبقت وفاته، يُعتقد أنّ الفرعون الشهير كان يعرج بسبب حالة شلل في القدم تُعرف باسم «القدم الحنفاء» مما أدى إلى إصابته بإعاقة شديدة، لكن «صوفيا» ليست متأكدة من ذلك، قائلة: «ما وجدته خلال بحثي هو أنّ إعاقاته مُبالغ فيها كثيرًا، ولست مقتنعة بنسبة 100% بأنه كان يعاني من إعاقات في القدم».
أول تشريح للجثمان
وتابعت عالمة المصريات: «في عام 1925، كان أول تشريح لجثته هو تشريح عدواني، أعني أنهم فعلوا كل أنواع الأشياء بجسده، فلقد وضعوه في مكان حار لمحاولة إذابة الراتنج (الصمغ)، ثم وضعوا عليه هذه السكاكين الساخنة»، وبعد هذه النظرة الأولى على توت عنخ آمون، لم تتم دراسته مرة أخرى حتى عام 1968.
ووفقا لـ«صوفيا»: «لا يوجد دليل على أنه كان يعرج على جانب واحد، ولا يوجد دليل على التهاب المفاصل في قدمه، وهو ما نتوقعه من شخص مصاب بقدم حنفاء، إذا نظرت إلى الأوراق الفعلية المكتوبة عنه التي نُشرت في عام 2009، فإنهم يقولون إنه كان يعاني من اعوجاج شديد في القدم لا أستطيع أن أتفق معه».
وتابعت عالمة المصريات: «كان يعاني من تراكب شديد في العِضة وحنك مشقوق في سقف فمه، لذا كان من المؤكد أنه كان سيتحدث بلدغة، إن لم يكن هناك شيء آخر»، فيما كشفت دراسة جديدة اختصت بإعادة بناء وجهه وكشف شكله باستخدام التقنيات الحديثة، عن أنّه أشبه إلى هيئة طالب من كونه ملكًا، وهو دليل على صغر سنه.
الصورة الدقيقة التي كشفها فريق دولي من الأكاديميين، ضمّ جنسيات من البرازيل وأستراليا وإيطاليا، حسب ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، بيّنت الجمجمة المحنّطة للملك الذي تولى الحكم وهو في فترة المراهقة، وتوفي قبل أكثر من 3 آلاف عام.