وتمتلك “مصدر” في الوقت الحالي محفظة مشاريع بارزة في المملكة، التي تمثل سوقاً إستراتيجية بالنسبة لها. ومن شأن الجهود المشتركة التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز العمل المناخي الفعال والحدّ من الانبعاثات الكربونية أن تعود بالنفع على المجتمعات على امتداد منطقة الشرق الأوسط. كما تؤكد استضافة دولة الإمارات لمبادرة “السعودية الخضراء” هذا العام خلال مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (مؤتمر الأطراف COP28)، على الالتزام المشترك بالعمل على التوسع في استخدام الطاقة النظيفة، وخفض الانبعاثات الكربونية في جميع أنحاء العالم.
تحظى المملكة بمكانة متميزة كسوق إستراتيجية رئيسية لـ “مصدر”، نظرًا لموقعها الجغرافي المميز وغناها بالموارد الطبيعية، وطموحاتها وأهدافها المستقبلية، وتوفر الموارد اللازمة لتسريع وتيرة الاستثمار والنهوض بقطاع الطاقة النظيفة خلال السنوات القادمة. وأكّد على ذلك عبد العزيز المبارك، العضو المنتدب والمدير الأقليمي لشركة “مصدر” في المملكة، بقوله: “تفخر “مصدر” بشراكتها طويلة الأمد مع المؤسسات في المملكة العربية السعودية، وهي ملتزمة بدعم تحقيق تطلعات المملكة لتوفير 50% من احتياجاتها من الطاقة من مصادر متجدّدة بحلول عام 2030″.
وأثمر تعاون “مصدر” مع الشركاء في المملكة إنجاز عدد من مشاريع الطاقة المتجددة الرائدة، بما في ذلك محطة دومة الجندل لطاقة الرياح بقدرة 400 ميجاواط، والتي تعد الأولى من نوعها في المملكة والأكبر في منطقة الشرق الأوسط. تقع المحطة في منطقة الجوف على بعد 900 كيلومتر شمال مدينة الرياض، وقد دخلت حيز التشغيل.
ويهدف هذا المشروع، الذي تم تطويره بالتعاون بين شركة “إي دي إف رينوبلز” الفرنسية و”شركة نسما” السعودية وشركة “مصدر”، إلى تفادي انبعاث نحو مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا، بما يسهم في تمكين المملكة من الالتزام بتعهداتها في مواجهة التغير المناخي.
كما قام ائتلاف تقوده “مصدر” وبالتعاون مع “اي دي اف رينوبلز” و”شركة نسما” السعودية بتطوير مشروع محطة نور جنوب جدة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 300 ميجاواط، في المدينة الصناعية الثالثة بجدة، حيث تم استخدام أحدث التقنيات الكهروضوئية في هذا المشروع الذي يدعم تحقيق أهداف المملكة في مجالات الطاقة والمناخ والتنمية المستدامة.
وكان الائتلاف قد وقع اتفاقية شراء الطاقة الخاصة بالمشروع لمدة 25 عاماً مع الشركة السعودية لشراء الطاقة بسعر تنافسي، ما يعكس الجدوى الاقتصادية المتنامية لمشاريع الطاقة المتجدّدة في هذه المنطقة من العالم.
ويمتد التزام المملكة بتحقيق التنمية المستدامة لما وراء حدود قطاع الطاقة، حيث وضعت رؤية شاملة لضمان بناء مستقبل مزدهر ومستدام. وفي هذا السياق، تحرص “مصدر” على توسيع نطاق التعاون مع الشركاء في المملكة، حيث تساهم في تزويد الشباب والمهنيين بالمعارف والمهارات اللازمة، بما يعود بفوائد اقتصادية واجتماعية على المجتمع السعودي، ويساهم في دعم رؤية المملكة 2030.
فقد أبرمت “مصدر” في مايو 2022 اتفاقية مع المعهد التقني للطاقة المتجددة، لإعداد الطلبة الطامحين إلى الحصول على شهادات دبلوم في الطاقة المتجدّدة، وتمكين المواطنين السعوديين الشباب والمهنيين من الريادة في مجال الاستدامة، بما يؤهلهم من الدخول بثقة إلى قطاعات الطاقة المتجدّدة والتكنولوجيا والهندسة على مستوى المملكة والعالم. كما عقدت “مصدر” شراكة مع برنامج “استدامة” السعودي للسيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية لرعاية نموذج السيارة التي طورها طلاب جامعيين ضمن تحدي السيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية.
وفي إطار التزامها المتواصل بدعم مسيرة المملكة للتحول نحو الطاقة النظيفة، تم إدارج شركة “مصدر” مؤخراً ضمن اللائحة المختصرة لعروض بناء محطة الحناكية للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 1100 ميجاواط، والتي من المقرر أن تكون واحدة من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم. كما تمّ إدراجها على القائمة المختصرة لمحطة طبرجل للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 400 ميجاواط.
ومع مضي المملكة العربية السعودية قدماً في جهودها لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة والحد من الانبعاثات الكربونية وصولاً إلى تحقيق الحياد الصفري، تواصل “مصدر” دعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمملكة عبر تطوير مشاريع مبتكرة وحلول فعالة اقتصادياً ومناخياً، وذلك في إطار الشراكة السعودية الإماراتية التي تشمل مختلف مجالات التنمية لضمان مستقبل مشرق ومستدام للأجيال القادمة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والشرق الأوسط عمومًا.