منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ودائما ما نشاهد العديد من مواقف البطولة والشجاعة سواء من الكبار أو الصغار أو حتى النساء والتي يقف أمامها العالم عاجزا عن تقديرها ونتعلم منها الكثير من المعاني النبيلة، كان آخر تلك المواقف ما قام به طبيب يدعى محمد أبو ناموس عند توديعه لأسرته أمس عند معبر رفح الحدودي بمشاعر جياشة، محتضنا ابنته ومقررا البقاء في غزة لعلاج آلاف الجرحى الفلسطينيين.
وفي مشهد مؤثر ودع أبو ناموس أسرته التي تحمل الجنسية المولدوفية الأوروبية، وهي من الفئات المختلفة من سكان غزة الذين يحملون جنسية أجنبية ومسموح لهم مغادرة فلسطين إلى مصر من خلال معبر رفح الحدودي باعتباره المنفذ الوحيد الآمن للخروج من فلسطين بعيدا عن الحصار الإسرائيلي.
الوضع غير آمن في غزة بأكملها
قال أبو ناموس أثناء انتظاره بجوار أسرته في المعبر أنه لا يوجد سبيل آخر للخروج من هذا الوضع، فالوضع غير آمن في غزة بأكملها، ومن الأفضل خروج أسرته حتى يتمكن من أداء عمله بتركيز في علاج الجرحى، حسبما ذكر لوكالة رويترز.
وأضاف أبو ناموس، الذي يعمل جراح عظام، أنه من بداية العدوان الإسرائيلي نقل أسرته من مخيم جباليا بشمال غزة إلى منطقة الزهراء ومنها إلى مخيم النصيرات في وسط غزة لكنه لا يستطيع إيجاد ملجأ آمن لأسرته، وأصبحت هذه الفكرة صعبة المنال، مستكملا: «حتما سأخرجهم من هنا، لكني سأبقى في قطاع غزة لعلاج المرضى ولن أغادره».
10 آلاف شهيد حتى الآن
يذكر أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير بعد السابع من أكتوبر، استشهد أكثر من 10 آلاف فلسطيني من بينهم حوالي 40% أطفال وفقا لتقديرات مسؤولي الصحة في غزة.