بملامحها الطفولية البريئة وصوتها العذب الذى خطف العقول وانشرحت له القلوب، جذبت أنظار ركاب المترو، ما دفعهم إلى الإنصات لها والاستماع إليها بقلوبهم قبل آذانهم، فهي تردد كلمات مؤثرة عن فلسطين، فى ظل الأوضاع الراهنة التى يمر بها قطاع غزة.
أنشودة دمت يا أقصى لنا
في إحدى زوايا عربة المترو، وقفت الطفلة جنى إيهاب، وهي مرتدية الشال الفلسطيني، تشدو بكلمات أنشودة «دمت يا أقصى لنا» بصوت قوى ومؤثر اخترق قلوب الركاب، فوجهوا عدسات كاميرات الهواتف إليها، توثيقًا لهذه اللحظة التى أثرت فيهم.
«الظروف اللى بيمر بيها إخواتنا صعبة جدا ناس بتستشهد مالهاش أى ذنب، خاصة الأطفال والشيوخ والنساء دول إخواتنا ولازم نوصل صوتنا علشان ننقذهم»، بكلماتها الحانية عبرت «جنى» صاحبة الـ12 عامًا، عن حزنها الشديد لما يمر به قطاع غزة، نتيجة القصف الإسرائيلي، الذي راح ضحيته الآلاف، من بينهم الكثير من الأطفال، الذين يماثلونها في العمر وأصغر.
بداية الطفلة في الإنشاد الديني
منذ نعومة أظافرها، وهي تعشق الإنشاد الديني: «طول عمري بحب الإنشاد ولما شوفت المشاهد المأساوية في غزة كنت عايزة أساعد باللى أقدر عليه وأوصل صوتى للعالم كله لعله يتم وقف إراقة دم الأبرياء»، ولم تجد غير أنشودة «الأقصى» لتعبر بها عن الحب والدعم لفلسطين.
«ربنا ينصرهم على العدو»، دعوة «جنى» الثابتة التى لا تنقطع، وبها أنهت أنشودتها وأمن وراءها جميع الركاب، مع تصفيق حاد منهم، وانهالت عليها الدعوات، مثلما كانوا يدعون لفلسطين بالنصر.