| طبيب يكشف الأوضاع داخل مستشفى الشفاء.. كارثة في الحضانات والرعاية المركزة

38 يومًا قضاها أهالي غزة تحت القصف، كان أخرها تلك التي طالت مستشفى الشفاء الطبي، التي بات ملجأ لمئات المصابين والنازحين لمداوة جروحهم، إلا أن الوضع داخلها أصبح كارثيا بعد انقطاع الكهرباء، وعدم توافر المعدات والمستلزمات الطبية بشكل كافي، لتكن عونًا للأطباء على إجراء العمليات الجراحية، ليروي محمد عبيد، جراح في مستشفى الشفاء عبر الصفحة الرسمية لمنظمة أطباء بلا حدود الدولية، كواليس ما يحدث داخل المستشفى.

جراح يروي الوضع داخل مستشفى الشفاء

صوتًا يكسوه الآسى والحزن، كانت كفيلة لنقل الوضع الكارثي داخل مستشفى الشفاء، التي رفعت راية الاستسلام جراء ماشهدته، «الوضع سيء جدًا، لم يعد لدينا أي اتصال بالشبكة أو الإنترنت، كنا متواجدين في الطابق الرابع، ليهاجمه أحد القناصين الإسرائيليين، ويطلق وابل من طلقات النار، أصيب على أثرها عدد من المصابين في المستشفى».

انقطاع التيار الكهربائي داخل مستشفى الشفاء

وتابع «عبيد» خرج بعض الأشخاص نحو الجنوب أملًا في النجاة إلا أنهم تعرضوا للقصف، وبعد استهداف المستشفى واجهنا انقطاعا تاما في التيار الكهربائي، إلى جانب عدم توفر الماء أو الطعام إطلاقًا، ليصبح الفريق الطبي غير قادر على مواصلة دوره، وما زاد الأمر سوء هو وفاة الأطفال حديثي الولاة بعد توقف الحضانات عن العمل فور انقطاع الكهرباء عن العمل، إلى جانب وفاة أحد المرضى داخل وحدة العناية المركزة، بعد توقف جهاز التنفس الاصطناعي بفعل انقطاع التيار الكهربائي.

دخان يعلو أركان مستشفى الشفاء 

مع استهداف المستشفى بات الدخان منتشر في كافة أركان مستشفى الشفاء، يمكن رؤيته واضحًا ما بين الطرقات وجدران المباني، ليبقى الأمل الوحيد في نزوح المرضى إلى مكان أخر، خاصة إذ يوجد داخل المستشفىى ما يقرب من 6000 مريض مقيم، يحتاجون إلى الرعاية الطبية والإجلاء، مما دفعهم بعضهم إلى الخروج مسرعين من المستشفى للبحث عن مكان آمن، ولكن بمجرد خروجهم انهالت عليهم رصاصات قوات الاحتلال الإسرائيلي وصعدت أرواحهم الطاهرة إلى خالقهم.