يعد الصيام واحدا من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، ولا يقتصر الصوم على شهر رمضان فقط، فالمسلم يمكن أن يؤدي هذه العبادة وقتما شاء، إلا أن هناك سؤال يدور دوما حول أحب أنواع الصيام إلى الله، وفي هذا الصدد ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، حول أحب أنواع الصيام وطريقته؟.
ما أحب أنواع الصيام إلى الله؟.. دار الإفتاء تجيب
أشار البعض إلى أن صيام سيدنا داود واحدا من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وعلى الرغم من شيوع طريقة الصيام، إلا أن البعض يتجاهله، رغم كونه من أحب الأعمال إلى الله عز وجل.
طريقة صيام سيدنا داود عليه السلام
صيام نبي الله داود عليه السلام من أفضل أنواع صيام التطوع وأحبه إلى الله سبحانه وتعالى؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: «صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَهُوَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ»، فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ؟ «لاَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ» متفقٌ عليه، واللفظ للبخاري.
كيفية صيام سيدنا داود؟
أما عن كيفية صيام سيدنا داود، فانه يتمثل في صيام يوم وإفطار يوم، بشرط ألَّا يضعفه الصوم على هذه الكيفية عما هو أفضل منه من الواجبات والحقوق اللازمة لربه عزَّ وجلَّ.
أدلة على أفضيلة صيام سيدنا داود
ورد عن خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، «إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ، صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ، صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا» متفقٌ عليه.
وفي لفظ آخر: «أَفْضَلُ الصَّوْمِ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا» أخرجه الترمذي في سننه، كما قال الإمام المناوي في «فيض القدير» أحب الصيام المتطوع به إلى الله تعالى؛ أي: أكثر ما يكون محبوبًا إليه، والمراد إرادة الخير بفاعله صيام نبي الله داود عليه السلام، وبيَّن وجه الأحبية بقوله: كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا، فهو أفضل من صوم الدهر؛ لأنه أشق على النفس بمصادفة مألوفها يومًا ومفارقته يومًا.