الصيام واحد من أقرب العبادات إلى الله عز وجل، التي يحرص المسلم على أدائها، لكونها من أعظم الأعمال، وبخلاف رمضان يرغب المسلم في صيام بعض الأيام، تكفيرًا للذنوب، ليرد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول هل يجوز إفراد يوم الجمعة بالصيام أم لا؟.
وأجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، حول ما يتعلق بشأن إفراد يوم الجمعة بالصوم، قائلة إنّ صوم يوم الجمعة منفردًا مكروهٌ عند جمهور الفقهاء من الحنفية- في معتمد المذهب- والشافعية والحنابلة، إلا لمن يتخذ ذلك عادةً له؛ كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا أو إذا وافق يوم الجمعة صوم نافلة كيوم عاشوراء، وغير ذلك من صوم النافلة.
أحاديث عن جواز صيام الجمعة
وقال الإمام النووي في «شرح صحيح مسلم» (8/ 19، ط. دار إحياء التراث): [وفي هذه الأحاديث: الدلالة الظاهرة لقول جمهور أصحاب الشافعي وموافقيهم: أنه يكره إفراد يوم الجمعة بالصوم، إلا أن يوافق عادة له، فإن وَصَله بيوم قبله أو بعده أو وافق عادة له بأن نذر أن يصوم يوم شفاء مريضه أبدًا فوافق يوم الجمعة لم يكره] اهـ.
توجيه العلماء النهي الوارد عن إفراد يوم الجمعة بالصيام ما ذكره الفقهاء من كراهة إفراد يوم الجمعة بالصيام؛ فذلك لِما ورد في السنة النبوية المطهرة من النهي عن ذلك؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: «لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ، إِلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ» متفقٌ عليه.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سُئل: عن نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صوم يوم الجمعة؛ فقال: «نَعَم». متفق عليه.
وقد فهم شراح الأحاديث أن النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصيام الوارد في هذين الحديثين وغيرهما من الأحاديث لا يشمل من كانت له عادة كمن يصوم يومًا ويُفطر يومًا، ولا من يصوم يوم عاشوراء، وما شابهه من صيام النوافل.