وذكرت وسائل إعلام محلية أن المدنيين وجندي غاني يخدم في قوة حفظ السلام لقوا حتفهم عندما هاجم مسلحون مجهولون قريتين في الجزء الجنوبي من منطقة أبيي الإدارية.
وتصاعدت الاشتباكات القبلية وعبر الحدود منذ أن نشر جنوب السودان قواته في المنطقة المتنازع عليها في مارس. وأدانت بعثة حفظ السلام هناك نشر القوات، قائلة إنه سيخلق «معاناة لا توصف ومخاوف إنسانية» للمدنيين.
الصراع المتنامي
ونقلت إذاعة «آي راديو جوبا» في جنوب السودان عن وزير الإعلام في أبيي بوليس كوتش قوله إن 32 شخصا قتلوا وأصيب 20 آخرون «لكن الاشتباكات توقفت الآن وهدأ الوضع». وتم إرسال جنود دوليين إلى مقاطعتي العليل وروم أمير كجزء من قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي للمساعدة في قمع الصراع المتنامي.
وصوت مجلس الأمن الأسبوع الماضي بالإجماع على تجديد تفويض القوة المؤقتة حتى 15 نوفمبر 2024.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذرت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى القرن الإفريقي، حنا سروا تيته، من أن الحرب «غير المسبوقة» المستمرة منذ 7 أشهر بين الجيش السوداني وقوة شبه عسكرية منافسة تقترب من جنوب السودان ومنطقة أبيي.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 9000 شخص قتلوا منذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل، مما أدى إلى نزوح ملايين الأشخاص داخل السودان وإلى الدول المجاورة.
منطقة أبيي
ويختلف السودان وجنوب السودان بشأن السيطرة على منطقة أبيي الغنية بالنفط منذ استقلال جنوب السودان عن السودان بعد اتفاق سلام أبرم عام 2005 أنهى عقودا من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه.
ودعا الاتفاق الجانبين إلى تسوية الوضع النهائي لأبيي من خلال المفاوضات، لكنه لم ينفذ قط.
مساعدات إنسانية
وخلفت ما يقرب من سبعة أشهر من الحرب بين الجيش السوداني وجماعة شبه عسكرية قوية موجة من الدمار، حيث أصبح أكثر من نصف السكان في حاجة إلى مساعدات إنسانية وأثارت مخاوف من تكرار الصراع العرقي المميت في دارفور منذ 20 عامًا.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الدولة الإفريقية إن «ما يحدث يقترب من الشر المطلق».
وخرج السودان من دائرة الضوء منذ أن اجتاحته حالة من الفوضى بدأت في منتصف أبريل، عندما انفجرت التوترات المتصاعدة بين القائد العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، الفريق أول محمد حمدان دقلو، إلى العلن.
القتال مستمر
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة للشؤون الإنسانية في السودان، في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة إن «الوضع مروع وكئيب» و«بصراحة، لا نملك الكلمات لوصف رعب ما يحدث». وشددت على أن «أزمة السودان ليس لها مثيل».
وأضافت أن القتال مستمر على الرغم من توقيع الأطراف المتحاربة على بيان بعد محادثات السلام في جدة بالمملكة العربية السعودية، تعهدت فيه بحماية المدنيين وتوفير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى 25 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة.
وأن الجنرالات المتحاربين تعهدوا بإقامة منتدى إنساني بمشاركة الأمم المتحدة. وبعد إطلاقه، تأمل الأمم المتحدة أن يتم تنفيذ التزاماتها في جدة.
وأضافت أن القطاع الصحي المدمر – مع خروج أكثر من 70 من المرافق الصحية في مناطق النزاع عن الخدمة – كان مقلقًا للغاية بسبب تفشي الكوليرا وحمى الضنك والملاريا والحصبة؛ وتقارير عن تصاعد العنف ضد المدنيين؛ وامتداد القتال إلى سلة غذاء السودان. وقال منسق الشؤون الإنسانية: «ما نراه هو ارتفاع معدلات الجوع، وارتفاع مستويات سوء التغذية بين الأطفال».
العنف العرقي
وسُئلت نكويتا سلامي عن تعليقها بأن «ما يحدث يقترب من الشر المحض»، وما إذا كانت تشعر بالقلق من أن يؤدي العنف على أساس عرقي في منطقة دارفور الشاسعة في غرب السودان إلى تكرار الصراع هناك في عام 2003.
قالت إن الأمم المتحدة تشعر بقلق بالغ بشأن القتال في دارفور اليوم، وتواصل دق ناقوس الخطر وإشراك الأطراف المتحاربة في الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين. و«سنواصل الأمل في ألا نجد أنفسنا نسير على نفس الطريق».
لكن المخاوف تتزايد من عودة الفظائع التي شهدتها دارفور قبل 20 عاماً، مع ورود أنباء عن انتشار عمليات القتل والاغتصاب وتدمير القرى في المنطقة.
وأضافت أنها انزعجت بشكل خاص من العنف ضد المرأة، «وفي بعض الحالات اغتصاب فتيات صغيرات أمام أمهاتهن»، فضلاً عن القصص المروعة عن الهجمات وانتهاكات حقوق الإنسان من اللاجئين الذين فروا من دارفور إلى تشاد المجاورة.
صراع السودان:
يخلف آلاف القتلى
أصبح أكثر من نصف السكان في حاجة إلى مساعدات إنسانية
أثار مخاوف من تكرار الصراع العرقي المميت في دارفور منذ 20 عامًا
أصبحت حماية المدنيين تمثل تحديات رئيسية
نزوح الملايين منها
خروج أكثر من 70 % من المرافق الصحية في مناطق النزاع عن الخدمة
امتداد القتال إلى سلة غذاء السودان
ارتفاع معدلات الجوع، وارتفاع مستويات سوء التغذية بين الأطفال