ومع اهتمام العالم بغزة والأزمة الإنسانية هناك، اندلعت أعمال العنف في الضفة الغربية أيضا، وتصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين بمعدل غير مسبوق، وفقا للأمم المتحدة. وقد أدى هذا التصعيد إلى نشر الخوف، وتعميق اليأس، وسلب الفلسطينيين سبل عيشهم ومنازلهم، وفي بعض الحالات حياتهم.
حرب مختلفة
وأوضح الفلسطينيون أن نوعًا مختلفًا من الحرب وقع في الضفة الغربية المحتلة. فبين عشية وضحاها، تم إغلاق المنطقة ومداهمة المدن، وفرض حظر التجول، واعتقال المراهقين، وضرب المعتقلين، واقتحام القرى من قِبل الحراس اليهود. وأصبحت بلدة حوارة الفلسطينية، التي كانت مركزا تجاريا مزدحما على طول الطريق السريع الرئيسي في الضفة الغربية، مهجورة بعد أن أغلق الجيش الإسرائيلي المتاجر، ومنع المركبات الفلسطينية من السير على الطريق الرئيسي في أعقاب هجمات المسلحين الفلسطينيين، وعنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن المستوطنين قتلوا تسعة فلسطينيين خلال ستة أسابيع.
تدمير الزيتون
وبيّن مسؤول السلطة الفلسطينية غسان دغلس أن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 3000 شجرة زيتون خلال موسم الحصاد الحاسم، مما أدى إلى محو ما كان بالنسبة للبعض ميراثًا تناقلته الأجيال. وقالت الأمم المتحدة إنهم ضايقوا المجتمعات الرعوية، مما أجبر أكثر من 900 شخص على ترك 15 قرية صغيرة، كانوا يطلقون عليها منذ فترة طويلة موطنهم.
وعندما سُئل عن هجمات المستوطنين، قال الجيش الإسرائيلي فقط إنه يهدف إلى نزع فتيل الصراع، وإن القوات «مطلوب منها التحرك» إذا انتهك المواطنون الإسرائيليون القانون. بينما لم يستجب الجيش لطلبات التعليق على حوادث محددة.
وقد أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولون آخرون في الإدارة، مرارا وتكرارا، عنف المستوطنين، حتى عندما دافعوا عن الحملة الإسرائيلية في غزة.
فشل الحماية
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة بحرب الشرق الأوسط في 1967. ويطالب المستوطنون بالضفة الغربية باعتبارها حقهم التوراتي. ويعتبر معظم المجتمع الدولي المستوطنات، التي يسكنها 700 ألف إسرائيلي، غير قانونية. وتعتبر إسرائيل الضفة الغربية أرضا متنازعا عليها، وتقول إن مصير المستوطنات يجب أن يتقرر من خلال المفاوضات. وينص القانون الدولي على أن الجيش، باعتباره القوة المحتلة، يجب أن يحمي المدنيين الفلسطينيين.
بينما يقول الفلسطينيون إنه خلال ما يقرب من ستة عقود من الاحتلال فشل الجنود الإسرائيليون في كثير من الأحيان في حمايتهم من هجمات المستوطنين، بل انضموا إليها.
حظر التجول
ومنع الجيش الإسرائيلي 750 عائلة في البلدة القديمة في الخليل، حيث يعيش نحو 700 مستوطن يهودي متطرف بين 34 ألف فلسطيني تحت حماية عسكرية مشددة، من الخروج باستثناء ساعة واحدة في الصباح وساعة واحدة في المساء أيام الأحد والثلاثاء والخميس، حسبما ذكر السكان ومنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية «بتسيلم»، فالمدارس مغلقة والعمل توقف وانتقل المرضى للعيش مع أقاربهم في الجزء الخاضع للسيطرة الفلسطينية من المدينة. وغالبًا ما يتجول المستوطنون الإسرائيليون ليلا، ويسخرون من الفلسطينيين المحاصرين في منازلهم، وفقًا للفيديو الذي نشرته «بتسيلم». بينما تثير نقاط التفتيش الرهبة.
وقال درور سادوت من «بتسيلم»: «الخليل هي صورة مصغرة صارخة لكيفية ممارسة إسرائيل سيطرتها على السكان الفلسطينيين». ولم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب التعليق على حظر التجول.
مدينة الأشباح
قال وزير المالية بتسلئيل سموتريش إن إسرائيل يجب أن «تمحو» بلدة حوارة الفلسطينية، بعد أن قتل مسلح شقيقين إسرائيليين في فبراير، مما أدى إلى قيام مئات المستوطنين بحالة هياج مميتة.
وقال زفيكا فوغل، وهو مشرع ديني يميني متطرف آخر، إنه يريد أن يرى المركز التجاري «مغلقا ومحترقا».
واليوم، أصبحت حوارة أشبه بمدينة أشباح.
غارة المستوطنين:
يقول الفلسطينيون إن المستوطنين يقتحمون قرية قصرة الشمالية بشكل شبه يومي
يغطي المستوطنون بساتين الزيتون بالأسمنت، ويغمرون السيارات والمنازل بالبنزين
في 11 أكتوبر، اقتحم المستوطنون الشوارع وأطلقوا النار على العائلات في منازلهم، وقُتل ثلاثة رجال فلسطينيين
قتلت القوات الإسرائيلية، التي أُرسلت لتفريق المستوطنين المسلحين وراشقي الحجارة الفلسطينيين، قرويا رابعا
نصب المستوطنون كمينا لموكب العزاء في القرية بالتنسيق مع الجيش، وأصبحت جنازة الأربعة واحدة لستة آخرين
أرسلت منشورات المستوطنين على الإنترنت تبتهج بالوفيات
تقول جماعات حقوقية إن هدف عنف المستوطنين هو إخلاء الفلسطينيين من الأراضي التي يطالبون بها، لإقامة دولتهم المستقبلية