لحظات صعبة عاشتها سيدة قادمة من القاهرة متوجهة إلى أسيوط رفقة زوجها، بعدما فاجأتها آلام المخاض على الطريق الصحراوي الغربي، على بُعد كيلومترات من محافظة بني سويف، قبل أن ينجح مسعف وحدة الإسعاف في توليد السيدة العشرينية في غضون 30 دقيقة حبس خلالها الجميع أنفاسه.
عملية ولادة على الطريق الصحراوي
مجدي محمود، المُسعف بوحدة إسعاف سُمسطا الصحراوي الغربي التابع لمحافظة بني سويف، يروي لـ«» كواليس أول عملية ولادة يُجريها على الطريق الصحراوي، والتي كانت لسيدة تُدعى «زينة»، كانت على متن ميكروباص رفقة زوجها ومتوجهة إلى مسقط رأسها لتشارك أسرتها فرحة وضع المولود، ولكن ترتيبات القدر كان لها رأيًا آخر: «لقيت بلاغ جاي للوحدة إنّ فيه واحدة على الطريق في مرحلة المخاض بتولد، فاتحركنا بعربية الإسعاف، لقينا الحالة مقابلانا وبتقول الحقوني بسرعة».
«مجدي» استغرق 30 دقيقة في عملية الولادة
وفي غضون لحظات، أسرع المُسعف، 40 عامًا، بمساعدة سائق سيارة الإسعاف نادي أحمد الروبي بإدخال السيدة التي تعالت صرخاتها إلى سيارة الإسعاف، وحينها وجد «مجدي» أنّ الحالة أوشكت على وضع جنينها وكان الحبل السري للطفل ملفوفًا حوله: «حوشت الحبل السري وربطته ما بين الطفل وأمه وقربت الطفل من أمه ولفّيته وحطيته على أقل درجة من الأكسجين ودفّيته هو ووالدته ووصلت المستشفى كويسة والطفل كان كويس».
نحو 30 دقيقة استغرقها المسعف الأربعيني في توليد السيدة التي وضعت جنينها دون أي عناء بحسب «مجدي»، وكان زوجها الذي يُدعى «حسام» شاهدًا على عملية ولادة نجله لحظة بلحظة، إلا أنّهما لم يفلحا في اختيار اسم له قبل أن يصلا إلى أسرتهما: «بعد ما وصلنا المستشفى اطمنت إنّ حالة الأم والطفل مستقرة والأم قدرت تتمشى مع الممرضات، وملاحظتش على الابن أي أعراض للصفرا أو حاجة شبه كده».
مجدي: دي أول حالة تقابلني بالشكل ده
كانت هذه الحالة الأولى من نوعها التي يشهدها «مجدي» طوال سنوات عمله على الطريق الصحراوي، إذ خالطته المشاعر بين الخوف والسعادة لمشاركته في هذه العملية: «كنت خايف لأني قبل ما أكون مسعف فـ أنا أب، ولما بستقبل طفل زي كده كأني بستقبل ابن ليا، ولما بيجيلي بلاغ بأي طارئ بتصرف بشكل إنساني كأنه أخويا أو قريبي وكنت فرحان لأن دي أول حالة ولادة أشارك فيها، لأن شغلنا كله كان بشكل نظري».
ويعمل مجدي محمود مُسعفًا منذ عام 2008، إذ قضى نحو عام ونصف العام بالعمل في القاهرة، قبل أن ينتقل إلى وحدة إسعاف بني سويف عام 2010، وتلقى العديد من الدورات التدريبية للتعامل مع الأم خلال فترة الولادة للمحافظة عليها وعلى الجنين حتى تصل إلى المستشفى ويُجري التعامل معها بواسطة الأطباء المتخصصين.
وتخرّج المسعف الأربعيني من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 2005، كما حصل على ليسانس الحقوق عام 2015، وماجيستير في القانون بجامعة عين شمس عام 2020، وحصل على دورة تدريبية من جامعة Hull الإنجليزية وعدد من الدورات التدريبية بهيئة الإسعاف المصرية.