جرائم ضد الإنسانية واعتداءات وحشية يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، استهدف خلالها المدنيين والعُزل من الأطفال والنساء والشيوخ، وبات الشعب الفلسطيني يفتقر إلى كل مقومات وسبل الحياة، الأمر الذي دفع الفنانة هند صبري، إلى تقديم استقالتها من منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بعد أن شغلته لمدة 13 عامًا.
ونشرت هند صبري، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، نص قرار الاستقالة وأسبابه على خلفية الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، موضحة: «أكتب هذا بقلب مثقل وحزن عميق؛ حيث قررت التخلي عن دوري كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وهو الدور الذي أعتز به وألعبه منذ سنوات».
ما برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة؟
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، حسبما يُعرّفه المسؤولين عبر موقعه الرسمي، هو أكبر منظمة إنسانية في العالم تقوم بإنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ وتستخدم المساعدة الغذائية، من أجل تمهيد السبيل نحو السلام والاستقرار والازدهار للناس الذين يتعافون من النزاعات والكوارث وآثار تغيّر المناخ.
وحصل برنامج الأغذية العالمي على جائزة نوبل للسلام عام 2020 بموجب تقديم الإغاثة للسكان المستنزفين واستخدام المساعدة الغذائية لبناء مسارات للسلام والاستقرار في حالات النزاع، إذ يتمثل دور البرنامج في تقديم المساعدات الغذائية والتغذوية المنقذة لحياة الأشخاص المحاصرين أو النازحين بسبب القتال أينما كانوا، بمساعدة الشركاء المحليين، وبحسب تعبيرهم، يتمكنوا من الوصول إلى المحتاجين حتى في المناطق النائية، باستخدام مركبات تصلح لجميع أنواع التضاريس وبإسقاط الأغذية من الطائرات في حالة إغلاق جميع الطرق الأخرى.
برنامج الأغذية العالمي ليس لديه مصدر تمويل مستقل، إنما يعتمد في جميع التبرعات سواء النقدية أو العينية على بعض المصادر، والتي يجب أن تكون مصحوبة بالنقد اللازم لنقل وإدارة ورصد المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج، وتتمثل هذه المصادر في الحكومات، إذ تتكفل أكثر من 60 حكومة بالمشروعات الإنسانية والإنمائية لبرنامج الأغذية العالمي، بالإضافة إلى برامج المنح المقدمة من الشركات.
ويبلغ عدد موظفي البرنامج 21 ألفا حول العالم، ويعمل في أكثر من 120 دولة ومنطقة، ويدير البرنامج مجلسًا تنفيذيًا مكونًا من 36 دولة عضو، والتي تقدم الدعم الحكومي الدولي والتوجيه والإشراف لأنشطة البرنامج، ويرأس المنظمة مدير تنفيذي يتم تعيينه بالاشتراك بين الأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
هند صبري: برنامج الأغذية العالمي لم يستخدم قوته
عبّرت هند صبري عن تقاعس برنامج الأغذية العالمي، عن دوره في مساعدة النازحين في قطاع غزة، قائلة: «لقد حاولت إيصال صوتي إلى أعلى مستوى في برنامج الأغذية العالمي، والانضمام لزملائي في المطالبة باستخدام ثقل البرنامج، مثلما فعل بنجاح في السابق، للدعوة والضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار الإنساني والفوري في قطاع غزة، والاستفادة من نفوذ البرنامج لمنع استخدام التجويع كسلاح حرب».
وأضافت: «كنت على يقين من أن برنامج الأغذية العالمي سوف يستخدم صوته بقوة كما فعل في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية المتعددة.. ومع ذلك، فقد تم استخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب على مدى الأيام الستة والأربعين الماضية ضد أكثر من مليوني مدني في غزة، وهو السلاح الذي قتل حتى الآن أكثر من 14 ألف شخص، وأصبح أكثر من 1.6 مليون شخص بلا مأوى، ودُمرت نصف المباني، وقصفت المستشفيات والمدارس التي من المفترض أن تكون ملاجئ آمنة».