وترتبط هذه الدول الثلاث ارتباطًا وثيقًا اقتصاديًا وثقافيًا ببعضها البعض، وتمثل مجتمعة نحو 25 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
لكن الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الثلاثي واجهت عقبات في كثير من الأحيان بسبب مزيج من القضايا بما في ذلك النزاعات التاريخية الناجمة عن العدوان الياباني في زمن الحرب والمنافسة الإستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة.
تعاون ضخم
ولدى كوريا واليابان والصين إمكانية التعاون الضخم. وقال وزير خارجية كوريا الجنوبية بارك جين في بداية الاجتماع في بوسان بكوريا الجنوبية: «إن بلداننا الثلاث جارات لا يمكن فصلها عن بعضها البعض». وأضاف: «آمل أن نتمكن من السعي معًا لعقد القمة بين كوريا الجنوبية واليابان والصين، التي هي في ذروة التعاون الثلاثي، في وقت مبكر». وقالت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إنهما سيعملان أيضًا على إحياء التعاون الثلاثي. ويأمل بارك أن يناقش الاجتماع أيضًا سبل التعاون في مواجهة التهديدات النووية المتطورة لكوريا الشمالية، فضلًا عن التجارة وتغير المناخ وتبادل الأفراد بين الدول الثلاث.
تعليق متقطع
وفي سبتمبر، اتفق كبار المسؤولين في الدول الثلاث على استئناف القمة الثلاثية «في أقرب وقت مناسب».
ومنذ عقد قمتهم الثلاثية المستقلة الأولى في عام 2008، كان من المفترض أن يجتمع زعماء الدول الثلاث سنويًا. لكن قمتهم واجهت تعليقًا متقطعًا وظلت متوقفة منذ عام 2019. وتتشابك علاقاتهم مع عدد كبير من القضايا المعقدة والحساسة. وتعد كوريا الجنوبية واليابان حليفتين عسكريتين رئيسيتين للولايات المتحدة، حيث تستضيفان إجمالي 80 ألف جندي أمريكي على أراضيهما. وكانت مساعيهم الأخيرة لتعزيز التعاون الأمني الثلاثي مع الولايات المتحدة قد أثارت غضب الصين، التي تشعر بحساسية شديدة تجاه أي تحركات ترى أنها تسعى لاحتواء صعودها إلى هيمنتها في آسيا.
محادثات ثنائية
وأجرى الوزراء الثلاثة محادثات ثنائية على هامش اللقاء.
وبعد اجتماعها مع وانغ، قالت كاميكاوا إنها جددت طلب اليابان بأن ترفع الصين الحظر الذي فرضته على واردات المأكولات البحرية من اليابان ردا على تصريف طوكيو مياه الصرف الصحي المعالجة من محطة الطاقة النووية التي ضربتها أمواج المد العاتية (تسونامي). ومن جانبه، قال وانغ إن الصين تعارض «التصرف غير المسؤول» الذي اتخذته اليابان بإطلاق مياه الصرف الصحي، ودعا إلى إنشاء آلية مراقبة مستقلة للعملية، وفقا لوزارة الخارجية الصينية.
تعويض مالي
وتدهورت العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان بشدة في السنوات الماضية بسبب القضايا الناشئة عن الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية في الفترة من 1910 إلى 1945. لكن العلاقات بينهما تحسنت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة حيث اتخذ البلدان سلسلة من الخطوات الرئيسية لتجاوز الخلافات التاريخية وتعزيز التعاون الثنائي في مواجهة البرنامج النووي المتقدم لكوريا الشمالية والتحديات المشتركة الأخرى.
لكن في تذكير بعلاقاتهما الصعبة، أمرت محكمة في سيول في وقت سابق من هذا الأسبوع اليابان بتعويض مالي للكوريين الذين أجبرتهم القوات اليابانية على العبودية الجنسية خلال الفترة الاستعمارية.
وخلال اجتماعها مع بارك صنداي، وصفت كاميكاوا حكم المحكمة بأنه «مؤسف للغاية»، وحثت كوريا الجنوبية على اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة انتهاكات القانون الدولي، وفقًا للقنصلية العامة اليابانية في بوسان.
كوريا الجنوبية واليابان أدانتا بشدة إطلاق كوريا الشمالية قمرًا صناعيًا للتجسس الأسبوع الماضي.
طلبت كوريا الجنوبية من الصين أن تلعب دورًا بناءً في إقناع كوريا الشمالية بوقف الاستفزازات واتخاذ خطوات نحو نزع السلاح النووي.
وصفت الصين بأنها «قوة استقرار» في المنطقة. تشكل ترسانة كوريا الشمالية المتنامية من الصواريخ ذات القدرة النووية تهديدًا أمنيًا كبيرًا لكوريا الجنوبية واليابان.
الصين، الحليف الرئيسي الأخير لكوريا الشمالية وأكبر مصدر للمساعدات، يشتبه في أنها تتجنب التطبيق الكامل لعقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية وتقوم بشحن مساعدات سرية إلى الشمال.