تحت مُسمى «أغرب طائرة في العالم» صممت شركة «Società Italiana Caproni» الإيطالية مشروعها الذي كان عبارة عن طائرة تحلق فوق المحيط الأطلنطي بطريقة فريدة تسمح لها أيضًا بالسير على الماء في حال تعرضها لأي شيء، وعلى الرغم من أن الفكرة أثبتت نجاحها في التجربة الأولى لها، إلا أنها انتهت بمأساة وتم التخلي عنها بشكل نهائي فيما بعد.. فماذا حدث؟
مشروع إيطالي بدأ بنجاح وانتهى بمأساة
في عام 1921، قررت الشركة الإيطالية «Società Italiana Caproni» تصميم طائرة لها قدرات فريدة، تجمع بين القدرة على التحليق والسير في الماء، لتكون طائرة وقاربًا كبيرًا في الوقت ذاته، وبالفعل بعد 18 شهرًا تم الانتهاء من تصميمها بالكامل، وحملت الطائرة اسم «Capronissimo»، وكان طولها 30 مترًا، وارتفاعها 30 قدمًا، ووزنها 15 ألف كيلوجرام، كما زُودت بـ9 أجنحة و8 محركات ضخمة، ولم تكن سريعة للغاية؛ إذ بلغت السرعة القصوى لها في التحليق 87 ميلًا في الساعة، والإبحار بسرعة 68 ميلًا في الساعة، كما تم تصميم مقاعدها في صورة مجموعات أو كبائن، كل واحدة تتضمن 4 أشخاص، بحيث يجلس اثنان على مقعد ويواجهان الاثنين الآخرين، وفقًا لِما ورد على صحيفة «ذا صن» البريطانية.
كانت الخطة التي تأملها الشركة الإيطالية من وراء تصميم طائرتها «Capronissimo» هي حَمل ما يصل إلى 100 راكب، عبر البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنطي، في رحلات بسيطة وقصيرة وآمنة، وتم تصميمها بقدرات تجمع بيت التحليق والسير على الماء حتى إذا تعرَّضت لـ هبوط اضطراري أو حدوث أي أخطاء فنية في الهواء يمكنها النزول بهدوء على سطح المحيط والاستمرار في رحلتها لتُكملها بسلام.
نجاح التجربة الأولى
بعد الانتهاء من تصميم الطائرة، تم تنفيذ تجربة قصيرة في البداية وحققت نجاحًا كبيرًا؛ ما جعل المطورين الإيطاليين متشوقين لتجربتها في رحلة أطول، وبالفعل تم ملأ الطائرة بأكياس الرمل لمحاكاة وزن الأشخاص الذين سينقلونهم قريبًا، ومن ثم بدأت الطائرة في الإقلاع والتحليق فوق بحيرة ماجوري الإيطالية، وهي تحمل على متنها أكياس الرمل و3 أشخاص فقط هم الطيار فيديريكو سيمبريني ومهندسين اثنين، وكانت خطة التجربة تتلخص في عبور البحيرة والهبوط في سويسرا.
تدمير الطائرة والتخلي عن المشروع نهائيًا
بعد تحليق الطائرة ووصولها ارتفاع حوالي 70 قدمًا، قام الطيار بتنفيذ مراوغة وفقد السيطرة على الطائرة، ما أدى إلى اصطدام أحد أجنحة الطائرة التسعة بسطح البحيرة، وتوقفها وهبوطها بشكل مفاجئ على سطح مياه بحيرة ماجوري الإيطالية لتتعرَّض لأضرار بالغة، وتُترَك في حالة يُرثى لها، وينتهي حلم الشركة الإيطالية بطريقة كارثية، ويتم التخلي عن الفكرة التي وصفت بعد ذلك بـ«المجنونة»، وتم سحب الطائرة بواسطة فرق الإنقاذ إلى الشاطئ، ولا زالت أجزاء منها موجودة حتى اليوم في متحف جياني كابروني للملاحة الجوية في ترينتو.