خبراء إسرائيليون: هزيمة “حماس” لا تزال بعيدة المنال.. “إسرائيل” لم تحقق ربع أهدافها في حرب غزة

 قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي “أمان”، تامير هايمن، إن هزيمة حركة “حماس” في قطاع غزة “لا تزال بعيدة المنال” مستندا لتحديات لا سيما في جنوب القطاع، قال إنها تهدد تحقيق تل أبيب انتصارا سريعا على الحركة الفلسطينية.

وأضاف هايمن في مقال تحليلي نشره الموقع الإلكتروني للقناة “12” العبرية الثلاثاء: “الخلاصة في الوقت الحالي هي أننا ما زلنا بعيدين عن ذلك، هناك الكثير من العمل في شمال قطاع غزة، أما في الجنوب فقد بدأنا للتو”.

وأضاف: “استؤنف القتال في غزة بعد هدوء مؤقت، وتزايدت التحديات التي تواجهها دولة إسرائيل، والإنجاز التكتيكي الذي سيستمر ويتكثف في الفترة المقبلة يجب أن يترجم إلى خطة استراتيجية شاملة”.

وتابع: “يجب علينا شراء الوقت، لأنه ليس لدينا خيار آخر، ولن يضمن لنا مكانتنا الرادعة وأمننا في الشرق الأوسط سوى تحقيق انتصار ساحق”.

والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء العمليات البرية بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وبدء تحرك القوات المدرعة لمهاجمة أهداف تابعة لـ”حماس” عقب انتهاء الهدنة المؤقتة مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وتوقعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن “يقوم الجيش بتوسيع انتشار قواته في المنطقة وتكثيف العملية البرية”.

وفي السياق، لفت هايمن إلى عدد من التحديات التي تواجه إسرائيل في إنجاز هدف القضاء على “حماس”، لا سيما مع توسيع العمليات جنوبا.

وأشار إلى أن من التحديات الرئيسية “تحدي الزمان والمكان وإدارة الحرب، والجهد السياسي، إضافة إلى ما سيحدث في اليوم التالي للحرب”.

وأوضح: “بشأن تحدي الزمان والمكان، هناك 3 عناصر رئيسية، وهي: تفكيك حماس، ورغم أن هذا ليس أمرا دقيقا، إلا أنه من الممكن اعتبار أن تدمير 60 بالمئة من الذراع العسكرية لحماس (كتائب القسام) سيؤدي إلى تدميرها”.

وعليه، بيّن هايمن حاجة إسرائيل إلى “هزيمة حوالي 16 من أفواجها (الذراع العسكري لحماس) الـ 24، بالإضافة إلى تحييد القيادة العسكرية العليا، مع التركيز على يحيى السنوار (قائد حماس في غزة)”.

وربط المسؤول الإسرائيلي السابق أيضا الانتصار في غزة بـ”تحييد النظام السري، وتدمير سبل سيطرة حماس في القطاع”.

وفيما يتعلق بالعنصر الثاني، تحدث هايمن عن الحرب في جنوب قطاع غزة.

ومضى في مقاله: “الحرب في الجنوب ستكون أكثر تعقيدا لأن المنطقة كثيفة (سكانيا) بشكل خاص، بعد أن انتقل نحو مليون شخص إضافي من الشمال إلى الجنوب، ويعيش الآن حوالي 2 مليون شخص في مساحة تبلغ حوالي 200 كيلومتر مربع”.

وبشأن تحدي إدارة الحرب والحملة السياسية، بيّن هايمن أهمية أن تعمل الحرب والسياسة معًا.

وقال: “هذا هو الكمال المعروف أيضا باسم الإستراتيجية الكبرى، إنه مستوى أعلى من الإستراتيجية العسكرية، وهو أيضا المستوى الأكثر أهمية في الحرب”.

وفي هذا الشأن، طالب هايمن ببذل إسرائيل في إطار هذه الإستراتيجية “مجموعة من الجهود العسكرية والسياسية، يمكنها دفع حزب الله (اللبناني) بعيدا عن السياج في الشمال (حدود إسرائيل ولبنان)”.

ورأى أن هذه السياسة تجاه الجماعة اللبنانية “ضرورية من أجل تعزيز المجتمعات الحدودية، وأيضا من أجل التعامل مع التهديد الاستراتيجي القادم من اليمن والذي يهدد حرية الملاحة”.

هآرتس”: إسرائيل لم تحقق ربع أهدافها في حرب غزة

قدرت صحيفة “هآرتس” أن إسرائيل لم تحقق ربع ما وضعته من أهداف لعدوانها المتواصل على قطاع غزة، رغم مرور ثمانية أسابيع على بدايته.

وفي تقرير نشرته اليوم، وأعده الصحافي المتخصص في الشأن الفلسطيني، شلومو إلدار، أن جيش الاحتلال “لم يحقق حتى ربع أهدافه في الحرب” بعد 57 يوماً من بداية العدوان على القطاع.

واستهجن إلدار الدعوات التي تتعالى في الحلبتين السياسية والجماهيرية الإسرائيلية لمنح جيش الاحتلال الوقت لتحقيق الانتصار، محذراً من أنه في حال استمر العدوان على غزة ثمانية أسابيع إضافية، “فإنه لا أحد من الإسرائيليين سيكون بوسعه السفر إلى الخارج، بعد ثمانية أسابيع إسرائيل ستواجه أزمة اقتصادية ستمضي سنون حتى تتمكن من الإفلات منها”.

وواصل إلدار تقريعه المطالبين بمواصلة الحرب قائلاً: “وإن كان هذا لا يكفي، فإن آلاف العائلات الإسرائيلية في جنوب وشمال الدولة لا تقيم في منازلها”.
وفيما يتعلق بسيناريو نهاية الحرب، توقع إلدار أن يطالب رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل الأسرى الإسرائيليين لدى حركته، فضلاً عن وقف إطلاق النار بشكل نهائي، ما يعني ضمان بقاء حكم حماس في القطاع، لافتاً إلى أن شروط السنوار ستقلص هامش المناورة لدى إسرائيل التي لا تملك خيارات.

واتهم إلدار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتقديم وعود للجمهور الإسرائيلي يعرف أنها غير قابلة للتحقيق، مشدداً على أنه في أعقاب شهرين على بدء العدوان، فإن حركة حماس تبدو غير مردوعة، وتواصل إطلاق الصواريخ على تل أبيب ومحيطها “لأنها قادرة على ذلك”.

واعتبر أن آلية إجراء التفاوض على صفقات التبادل تدلل على أن السنوار لا يتصرف كمن هو تحت الضغط، مشدداً على أن حماس أبعد ما تكون عن الانهيار.

وهاجم إلدار نتنياهو بشدة لأنه استثمر معظم موارد إسرائيل العسكرية والاستخبارية في مواجهة البرنامج النووي الإيراني، وتجاهل التهديد الذي تمثله حركة حماس في قطاع غزة.

في تقرير آخر نشرته الصحيفة اليوم، قال معلقها العسكري عاموس هارئيل إن جيش الاحتلال يلمح بأن العملية البرية في جنوب قطاع غزة تهدف إلى اغتيال السنوار وكبار قادة “كتائب القسام”، الجناح العسكري للحركة، مشيراً إلى أن إسرائيل ترى في اغتيال السنوار إنجازاً “رمزياً وعملياً” على حد السواء. واستدرك أن أحداً ليس بوسعه معرفة كيف سيتمكن جيش الاحتلال من تحقيق هذا الهدف.

وأبرز هارئيل أن إسرائيل ترى في اغتيال السنوار “صورة النصر” التي تبحث عنها، موضحاً أن التجربة دللت على أن إسرائيل عادة ما تقدم “صور نصر رمزية في معارك لم تنته بنصر حقيقي”.

ويرى أن توسيع دائرة القصف والتوغل في منطقة خانيونس يهدف أيضاً إلى زيادة الضغوط على قيادة حماس، بهدف دفعها لإبداء مرونة في كل ما يتعلق بقضية الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة.

وذكر أن جيش الاحتلال معني بمواجهة كتائب حماس العسكرية الأربع في منطقة خانيونس، والتي تمثل القوة العسكرية الأهم للحركة في القطاع.

وأبرز أنه على الرغم من أن جيش الاحتلال عمق توغله في قلب قطاع غزة، فإن “كتائب عز الدين القسام” تواصل إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي.
ولفت إلى أن التكتيكات القتالية التي تعتمدها “كتائب عز الدين القسام” في مدينة غزة وشمال القطاع تستند إلى عمليات تنفذها خلايا صغيرة من المقاتلين الذين ينقضون من الأنفاق على القوات المتوغلة من الخلف ومهاجمتها.

وحسب الصحيفة، فإن جيش الاحتلال يعمل حالياً على التصدي لخطر الأنفاق التي يستخدمها مقاتلو “كتائب القسام” في الانتقال من شمال القطاع إلى جنوبه والعكس.

واستدرك هارئيل أن إسرائيل تواجه مأزقاً يتمثل في عشرات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، ما يعني أن تعاظم القصف، واتساع دائرة التوغل البري سيهدد مصيرهم، مشيراً إلى أن هذا الواقع يتزامن مع تعاظم التحركات التي تقوم بها عائلات الأسرى، بهدف الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للعمل على الإفراج عنهم، وعدم تهديد حياتهم عبر عمليات القصف والتوغل.

وحسب هارئيل، فإن عوائل الأسرى لا تقبل مزاعم نتنياهو بأن تعميق العملية البرية في جنوب القطاع سيساعد على إعادة الأسرى. وشدد على أن كل الدلائل تشير إلى أن حركة حماس عازمة على عدم إلقاء سلاحها، على الرغم من تعاظم القصف وتواصل التوغل البري.