تحولت الشوارع والطرق الرئيسية على مدار عدة أيام إلى لوحة بيضاء، بالكاد يرى البعض أمتارا قليلة أثناء المشي أو القيادة، بعدما غطّت الشبورة المائية الكثيفة سماء مصر، وعلى الفور أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية تحذيراتها للمواطنين من أخطر ظاهرة جوية تؤثر على البلاد خلال الفترة الحالية.
ما هي ظاهرة الضباب؟
ظاهرة الضباب أو كما يطلق عليها في الإنجليزية Fog، يُصنفها خبراء الأرصاد أنّها أخطر الظواهر الجوية المؤثرة على حركة سير المركبات وأيضًا في حركة الملاحة الجوية «الطيران»، وذلك على الرغم من حدوثها في أثناء حالات الاستقرار الجوي، وتسبب في كثير من الأحيان شلل تام على الطرق، فضلًا عن وقوع حوادث مروعة.
وبحسب الهيئة العامة للأرصاد الجوية، فإنّ الشبورة المائية أو الضباب عبارة عن ظاهرة طبيعية متمثلة في سحب منخفضة، وتكون قريبة من سطح الأرض، ويرتبط حدوثها بتكاثف بخار الماء بالقرب من سطح الأرض، ويساعد على تكوينها الغبار والدخان والشوائب المختلفة في الجو حيث يعلق عليها البخار.
ويتكون الضباب بسبب زيادة الرطوبة التي تصل في بعض الأحيان إلى 100%، يتزامن معه وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا مع الهدوء في سرعات الرياح، والتي تكون ما بين 1 – 5 عقدة أو 8 كم/ساعة تقريبا، وعادة ما يتركز الضباب في المناطق القريبة من المسطحات المائية التي تساعد على تكوّنها بسبب زيادة نسب الرطوبة هناك.
وعلى الرغم من أنّ الشبورة المائية والضباب لهما نفس أسباب التكوين، لكن يبقى فرقًا وحيدًا بينهما، وهو مدى مستوى الرؤية الأفقية الذي يكون أقل من 1000 متر في حالة الضباب، أما في حالة الشبورة المائية يكون مستوى الرؤية الأفقية 1000 متر أو أكثر.
أنواع الضباب
الضباب الإشعاعي radiation fog: ويتكون الضباب الإشاعي بسبب برودة سطح الأرض بالإشعاع خلال فترة الليل، ما يتسبب في برودة الهواء المُلامس لسطح الأرض مباشرة إلى درجة حرارة التشبع، ما يُساعد على تكوّن الضباب الإشعاعي، ويطلق عليه أيضًا الضباب الضحل، أو الضباب الأرضي.
ضباب الوادي valley fog: ويتكون هذا النوع من الضباب نتيجة هبوب الرياح الباردة من أعلى المنحدرات الجبلية إلى الوديان خلال الليالي الصحوة، وفي حال كانت الأودية رطبة؛ يتكثف بخار الماء ويتكون ضباب الوادي.
جدار الضباب الملتف أو rolling fog: أما هذا الضباب ينشأ عادة على حافة جبل مطل على البحر، ويتشكل على جانب واحد من الجبل وتكون الرطوبة من على البحر، في حين يعمل الجانب الآخر من الجبل كحاجز وترتفع درجة الحرارة في هذا الجانب وسيكون أكثر جفافًا.
وفي حال وجود كتلة هوائية رطبة، يتسبب الماء البارد في تبريد كتلة الهواء الرطبة من الأسفل، ما يتسبب في انخفاض درجة الحرارة للتساوى مع نقطة الندى مباشرة، ويتشكل الضباب متصاعدًا إلى أعلى الجبل، وينحدر من الجانب الآخر، وأثناء الهبوط يجف بسبب انتقاله إلى هواء أكثر جفافًا، وبذلك لا يتجاوز قاع الجبل.
ضباب الانتقال الأفقي أو advection fog: ويتشكل ضباب الانتقال الأفقي نتيجة الحركة الأفقية للهواء الحار الرطب فوق مسطح أبرد منه سواء كان بحر أو يابسة، وتكون درجة حرارة السطح الأبرد أقل من نقطة الندى للهواء المتحرك أعلاه، ويتشكل عند مناطق التقاء التيارات البحرية الدافئة مع التيارات البحرية الباردة.
قوس الضباب: ويكون عبارة عن قوس قزح أساسي ينتج عن انكسار وانعكاس وبحد أقل عن انحراف ضوء الشمس أو القمر على قطرات ماء صغيرة جدًا، ويظهر على هيئة شاشة من الضباب أو الشبورة، ويتكون قوس الضباب من شريط أبيض مزين عادةً بشريط أحمر فاتح ورقيق في الخارج وشريط أزرق فاتح ورقيق في الداخل.